قال وزير الري السوداني ياسر عباس ان الوفد السوداني أكمل رده علي النقاط الخلافية التي تمثل نحو(10%) من مسودة الاتفاق النهائي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة المقدمة من وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي. ومن المنتظر أن يحسم وزراء خارجية كل من السودان وإثيوبيا ومصر النقاط الخلافية حول مسودة الاتفاق لملء وتشغيل سد النهضة في يومي 28- 29 من الشهر الحالي بواشنطن، توطئة لطئ مارثون الأجتماعات في الخرطوم والقاهرة واديس ابابا وواشنطن. فهل وضع الوفد الحكومي برئاسة وزير الري السوداني ووزيرة الخارجية السودانية مصالح السودان أولاً ؟ وهل النقاط الخلافية التي تمثل نحو (10%) من مسودة الاتفاق تشمل منطقة حلايب والمناطق الملتهبة؟ وهل الوفد الحكومي المفاوض فعلا لم يقدم تنازلات بشأن حصص المياه المخصصة للسودان والبالغة 18,5 مليار متر مكعب؟ يرى الخبير الاستراتيجي دكتور محمد علي تورشين أن الشعب السوداني قلق جدا بشأن مستقبل الأمن القومي الوطني وألامن الغذائي وأمن انسياب المياه في نهر النيل الأزرق ومستقبل الأجيال القادمة، بعد تخوف مصر من ملء وتشغيل سد النهضة ما لم يتنازل السودان من نصيبه من المياه وأثيويبا تأمين أمن مصر من الآثار السالبة الناجمة من ملء السد . ويؤكد تورشين ان الشعب السودان يعتبر تفريط نظام البشير في حلايب وشلاتين والفشقة وأبيي من خلال الانحناء للعاصفة في لا شئ بات لا يثق في حكومة حمدوك والحاضنة السياسية لها “قحت”في الأستمرار في سياسية الأنحناء للضغوطات الأقليمية والدولية في ظل الهبوط الناعم والأنشغال بتفكيك الدولة العميقة،وعدم القدرة علي الدفاع بقوة وجرأة في ظل السيولة والأزمة الإقتصادية عن مصالح السودان العليا وفض مطالبات واشنطن الضاغطة لطئ الملفات الحساسة. وأعرب الخبير محمد تورشين عن بالغ أسفه وحزنه العميق بان ما يثير قلقه ان وزير الري السوداني ياسر عباس قال بكل وضوح، أن السودان سيفقد نصف الأراضي الزراعية التي تُروى من نهر النيل الأزرق بالري الفيضي بعد ملء وتشغل سد النهضة، ويمضي تورشين قائلاً” الواحد يموت حسرة وموارد بلاده تتبدد في مغالطات وتسويات سياسية “. وفي ذات الأتجاه يرى الخبير في الدراسات الأستراتيجية دكتور عبدالمجيد داؤود ان مخاوف السودانيين من أن يؤدي سد النهضة إلى آثار قد تكون كارثية عليهم، مخاوف مشروعة وخاصة إن اثيويبا تضع العربة أمام الحصان، تمتنع عن إجراء دارسات حول آثاره البيئية والاجتماعية قبل التوقيع علي مسودة الأتفاق النهائي والمصادقة عليها من قبل السلطات التشريعية للدول الثلاث. ويتسأل عبدالمجيد، لماذا الهرولة والجري وراء السراب، ونفي الوقائع والمعطيات؟ ولماذا لم يدخل الوفد الحكومي في مفاوضات شاقة في كل الملفات التي تخص الأمن القومي السوداني ويطلب من مصر الخروج من حلايب وشلاتين مقابل شراكة وتعاون في اقامة مشاريع زراعية في السودان تضمن الأمن الغذائي للبلدين، وفي نفس الوقت يغازل أثيوبيا بأعادة الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة مقابل تأمين الحدود بين البلدين. ويستغرب الخبراء من ان يقدم السودان( 80%) من المقترحات لبنود الأتفاق لمعالجة نقاط الخلافات بين اثيوبيا ومصر حسب تصريح وزير الري ياسر عباس،وأن الأمريكيين أثنوا علي دور السودان الفاعل في تجاوز العقبات وفي نفس الوقت ينسي مناقشة القضايا التي تهم أمن البحر الأحمر وتدخل القوات الجوية المصرية في مثلث حلايب وتخسر الأراضي الخصبة الزراعية لمصلحة من فهل ينطبق علينا المثل “يداك اوكتا وفوك نفخ” ؟