ود عكر نبت بري من نبات الارض والثورة، ووجوده مخيف، والا لما تم إغتياله، ولكن الرسالة من إغتياله مرسلة في بريد الأحياء. حلاقة شعره محاولة لحلاقة شعر شعب وثورة كاملة ووضعها في بريد من لا يتحدث، وان الطعنة التي اصابت ود عكر من الخلف ستأتيكم من الف خلف، ولا يجني الموت سوي الموتى. قبل أن يقام لود عكر سرداق للعزاء والحداد، فإن حكومة الثورة مطالبة بالحفر في جريمة إغتياله قبل أن تحفر له قبرا، فقبره مفتوح على قبور الأحياء، وهو صوت لهم، كان آذانا للفلاح وللثورة وللصلاة وتحدث عن دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والشرق وعن السودان ما قد كان وما سيكون، وعن الجوعى والفقراء في تسجيلات واحاديث مصورة، فحين تغتال ود عكر فلن تستطيع اغتيال احاديثه المصورة، وجمال وقفته عند الجرف والجريف والنيل. التعازي لود عكر في حضوره البهي قبل الآخرين، ففي رفضه للصمت كانت حياته وفي عناده كان مماته من كتائب في الظل او في العلن. والتعازي مرة اخرى لاسرته ولاهله وأصدقاءه ولكل التروس ، ولكل من ياخذ عبرة ودروس فان الاغتيال يستهدف الاحياء، قبل أن يستهدف الموتي، ويستهدف الثورة قبل أن يستهدف الثوار، وهو بداية رحلة موتها البطئ، أن لم تنهض بجمالها وخيولها وجمالها وانما الثورة فكرة، وبذرة، ووحدة، فتوحدوا يرحمكم الله فدرب الثورة يضيق حينما تغيب الفكرة، والكتلة، والوحدة، والحوار. وتفقد الثورة جمالها وبهاءها بفقدها لثوارها. يا ود عكر أيها الشهيد الحي حينما تلتقي بالاحياء من الشهداء قل لهم إية إخواني الصغار الحاضرين كم رجوت الموت أن يحنو عليكم والتراب، ونعود نغني مثل ما كنا للحرية وللسلام والعدالة دون ذنب او عتاب. بلغهم إن أمنيات الشهداء علي اعناق الأحياء شاءوا ام أبوا، هذا دين لا يسقط بالتقادم مثلما لا تسقط جرائم الاغتيال بالتقادم. ود عكر لا يعكر مزاج الشهداء سوي صمت الأحياء. مع وافر المحبة صحيفة السوداني
256