(1)
] المفارقة الغريبة أن الحكومة بمختلف مكوناتها – العسكرية والمدنية والحركية والحزبية تلهث وراء (الدعم) الخارجي وتبحث عن (المنح)، ويتحرك وزراؤها وأعضاء مجلس سيادتها حد (التسول) بالخارج وبين المنظمات الدولية وهم يتشدقون باسم (الثورة) من اجل ان يوفروا (الدعم) للحكومة الانتقالية ويسيروا الدولة عن طريق (الدعم) – لم يتركوا جهة لم يطرقوا بابها من اجل السؤال – في الوقت الذي يستكثرون فيه (الدعم) على المواطن السوداني ويرفعونه عن (السلع) الضرورية، ليقدموا لنا اغرب تناقض يمكن ان تشاهده في حياتك تطلب (الدعم) من الخارج وترفعه من الداخل… تطلبه للحكومة وترفعه عن الشعب.
] يطلبون الدعم للحكومة من امريكا والمانيا وفرنسا والسعودية والامارات وحتى اسرائيل ويستنكفون ان تدعم الحكومة الانتقالية المواطن السوداني الذي اتى بها للسلطة.
] هؤلاء من اجل (الدعم) بلغوا مرحلة (التطبيع) مع اسرائيل – مع ذلك يريدون ان يؤسسوا لاقتصاد حر – قائم على (جيب) المواطن.
(2)
] راعي الضأن في الخلا وساقط الاعدادية يعرف ان الحكومة بسياستها الاقتصادية تلك تنتهي من طبقة كاملة او تقضي على 80 % من الشعب السوداني.
] السياسات الاقتصادية للحكومة الانتقالية والتي قضت برفع الدعم عن المحروقات وهي في طريقها لرفع الدعم عن الصرف والكهرباء وعن كل شيء جعلت الكثير من المهن والحرف تزول وتتلاشى.
] كل المهن التي تبحث عن (ارباحها) ودخلها في اليوم او في الشهر في (جنيهات) معدودة انتهت وأضحت لا يمكن ان يعيش دخلها احد ناهيك عن اسرة.
] انظروا الى الاسواق الآن كل الحرف والسلع التي كان هامش الربح فيه يتفاوت بين الجنيه الواحد والعشرة جنيهات انتهت.. وانتهى كذلك الربح الذي يكون بين العشرة جنيهات والمائة جنيه.
] اي مهنة او أي سلعة الآن ربحها لا يكون بين المائة جنيه والألف جنيه لا تغطي مع صاحبها.
] هذا الامر قضى على الكثير من المهن والحرف – والأخطر من ذلك قضى كذلك على الكثير من السلع – اذ لا يصمد في هذه الاوضاع غير الذين يتاجرون بالجملة ويربحون بالملايين والمليارات.
] الاقتصاد السوداني قائم على هذا الهامش – هذه السياسات تقضي على غالبية الشعب.
] بحسبة اخرى الآن لا يمكن ان يتحرك موظف من منزله ليمضى الى مقر وظيفته صباحاً ويعود في نهاية الدوام وراتبه 15 الف جنيه او حتى 20 او 30 الف جنيه.
] في وقت مضى انتهى التعامل بالمليم وانتهى التعامل بالقرش والريال – الآن انتهى التعامل بالجنيه.
] اصبحنا نتحدث عن ارقام فلكية في ظل متوسط ربحي عادي.
] من هنا تأتي خطورة السياسة الاقتصادية الجديدة على السودان.
] السودان ليس سويسرا وليس السويد – مؤسساته الاقتصادية ومشاريعه الضخمة كلها منتهية ومنهارة وبالية.
] الاقتصاد السوداني قائم على رزق اليوم باليوم – وهذا امر غاية في الصعوبة او مستحيل التعايش معه في ظل التأرجح الذي يعيش فيه المرحوم (الجنيه السوداني) – طيب الله ثراه، وأعاد ذكراه.
(3)
] هذه الحكومة فشلت في تحقيق السلام بشكل جذري وفشلت في تحقيق القصاص لأسر الشهداء… ويبدو اننا في الطريق الى ان نفقد (الحريات) بعد ان فقدنا (الأمن).
] فشلوا في الترتيبات الامينة وفشلوا في الاستفادة من المنح الخارجية – فشلوا في تصحيح الاوضاع.
] فشلوا في تفكيك نظام 30 يونيو 89 وفشلوا في استقرار الجنيه السوداني وفشلوا في استمرار التيار الكهربائي.
] فشلوا في دمج قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة وفشلوا في تكوين المجلس التشريعي وفشلوا في تكوين المحكمة الدستورية.
] فشلوا في رفع المعاناة عن المواطن السوداني ولم ينجحوا إلّا في رفع الدعم.
] خمسة جيوش في العاصمة الخرطوم تفشل في بسط الامن والاستقرار في العاصمة – ما قيمة هذه الجيوش وما جدواها اذا كان الامن في العاصمة مفقود؟
] الترتيبات الامنية كيف تنجح والأمن في الخرطوم مفقود؟
] فقدنا (السلام) حتى في الخرطوم – عاصمة البلاد ورمزها الوطني.
] الذين يدافعون عن الحكومة وهي تتخذ هذه القرارات ويدعموها للسير عليها هم (الكيزان) الذين يقصدون ان يلقوا بها الى التهلكة وان يورطوها في المزيد من المهالك.
] قصدوا بهذه القرارات ان يصلوا الى تلك السيولة الامنية، وهو ما كانوا يخططون له منذ سقوط نظام 30 يونيو 89.
] هذه السياسة التي تمارسها الحكومة الانتقالية الآن سياسة (كيزانية) وان جاءت من (القحاتة).
] لقد وضع لنا القحاتة شخصيات ضعيفة ومهتزة في الحكومة لا تملك القدرة على ادارة فريق كرة قدم في الروابط.
] السياسة الاقتصادية للحكومة الآن يشرع ويخطط لها (الكيزان).
] جبريل الآن اخطر على الحكومة من علي عثمان محمد طه.
] هذه السياسيات الاقتصادية اخطر على الشعب من كتائب الظل.
] تخيلوا ان الحكومة فشلت في اعدام قتلة الشهيد احمد الخير رغم صدور الحكم وفشلت في اصدار تقرير نهائي عن مجزرة فض الاعتصام ونجحوا فقط في اعدام الشعب كله برفع الدعم عن المحروقات.
(4)
] لا اعرف من اين اتت الحكومة الانتقالية بجرأة الحديث في مفاوضات السلام مع الحركات المسلحة عن دمج جيوش تلك الحركات في القوات المسلحة – والحكومة نفسها عاجزة وغير قادرة على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، رغم ان قوات الدعم بقانون تكوينها هي جزء من القوات المسلحة.
] فشلوا في دمج قوات يقود جيشها البرهان رئيس المجلس السيادي ويقود قوات دعمها السريع حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة، وكلاهما في حكومة واحدة ومجلس واحد. هل تنجحوا في دمج قوات الحركات المسلحة المتعددة في الجيش وهي غريبة عليه.
] فاقد الشيء لا يعطيه!!
] مجلس السيادة فيه (5) جيوش ومجلس الوزراء فيه (120) حزباً – مكونات لم تتفق إلّا على رفع الدعم عن المحروقات. الصرف على هذه المكونات لا يمكن ان يكون إلّا عن طريق (رفع الدعم).
(5)
] بغم /
] السيد ياسر عرمان /
] الحكومة ليست في حاجة الى (ناشط سياسي) جديد… كما انك لا تصلح بان تقوم بدور (حكيم القرية) مثل الدور الذي يحاول عثمان ميرغني ان يقوم به.
] عرمان ومناوي وعقار وجبريل وبقية الشلة (Game Over).
] اقلبوا الصفحة!!