*جو بايدن..أمريكا روسيا قد دنا عذابها؟!*
__________
*بقلم/محمدعكاشة*
__________
قبل عام نكتب والآمال عراض.
…..
قبيل سقوطه بأيام كان عمر البشير يستعد لتشكيل حكومة جديدة وهو يرغب بإعلانها في خطاب(الوثبة) الأخير حكومة كفاءات غير منحازة علي حد قوله بعد أن استقوي برجل المخابرات القوى صلاح عبدالله قوش وهو ينتصر له باستعادته للخدمة مجدداً بعد منازعته (إخوانه) في الحركة الإسلامية وهي خطوة فيها اجتراء من البشير لإحكام قبضته علي السلطة بعيداً عن التوجيهات الباطنية المركزية وصراعات الأجنحة المختلفة وتصريحات بعضهم تصخب بانتهاء صلاحيته لدورة رئاسية أخرى.
إذاك رشحت أسماء المرشحين للوزارة الجديدة المدعاة وفق معيار الكفاءة وكان من بين هؤلاء أن صعد اسم غريب على عامة الشعب وهو الدكتور عبدالله حمدوك الموظف المرموق في المنظمات الدولية والكفاءة الفذة في مجال الإقتصاد و(الحوكمة) والنابغة الفطن في مجالات عدة يتردد اسمه للترشح وزيراً للمالية حينذاك لتتسرد الأخبار بعد برهة قليلة من ذيوع الخبربإعتذاره لإعتبارات موضوعية فهو بخبراته ومواقفه لن يتشارك نظام أهدر حقوق الإنسان وأثقل الخزينة بالديون الباهظة بالفساد وسوء الإدارة وأحاط الوطن بالعقوبات الإقتصادية تقطع الطريق علي كل مستثمر وتحط من قدر كل تعاون دولي مستحق مماحرم السودان نصيبه في الصناديق الإنمائية وأقعده عن فرص النمو الإقتصادي المتوازن نتيجة استعداء النظام المجاني ومعاداته العالم عبثاً بلاطائل.
نظام الإنقاذ في العشرية الأولى من حكمه قام يدب بقوات الدفاع الشعبي غير النظامية وكتائب (الجهاد) يهزج بدنو عذاب (أمريكا وروسيا) مجتمعتين وليسا علي انفراد في سكرة لافواق بها حتي أصبح المواطن السوداني ذات يوم يتردي تحت نير العقوبات الدولية تضعه في خانة الحظر والخطر جراء خطل حكومته وهي ترعي الإرهاب وتخترق حدود دول الجوار لتغيير أنظمتها لصالح مشروع متوهم.
حكومة البشير ومنذ صدور العقوبات الاقتصادية الدولية ضدها مطلع تسعينات القرن الماضي بخصوص سياساتها الرعناء أخذ العقلاء من قادة حاضنتها الحركة الإسلامية يتناجون يعملون علي الإقتراب سراً من الإدارة الأمريكية لتعديل الصورة هوناً ما وكان من هؤلاء السيدقوش ذاته الذي تربطه وشائج الصلات مع نافذين أمريكيين بل وسعي بعض قادة الحكومة إلى التواصل مع بعض القادة الإسرائيليين بلقاءات سرية في وادي عربة بالأردن باعتقاد يجزم أن المدخل لاسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية قد تأذن عبر بوابة (تل أبيب) وهو ماقال به وزير الخارجية غندور من ذي قبل غير أن موقف الإدارة الأمريكية من نظام الحكم هو موقف كلي يقضي باجتثاث المنظومة وجزها من أساسه لماتكبدته من خسائر فادحة نتيجة لاستضافة الخرطوم قادة الجماعات الإرهابية خصوصاً زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومحاولة النظام بالتنسيق والاشتراك مع جماعات إسلامية مصرية لإغتيال الرئيس حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية منتصف التسعينات ولذا حين تزحزح حكم البشير بالثورة الشعبية وجدت تأييد شعوب وحكومات العالم التواقة للحرية والديمقراطية وهي تدفع لتكوين حكومة فترة إنتقالية توطئة لترتيبات الإنتقال إلى نظام حكم مدني ديمقراطي وقد تكللت جهود دولة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك باستحقاق أهل السودان رفع اسم وطنهم من القائمة السوداء بمايتيح فرصة للاندماج في المجتمع الدولي والتفاعل المثمر سياسياً واقتصادياً بعد انقطاع ومزاحمة تجاوزت نحواً من ثلاثة عقود.
إدارة الرئيس جوبايدن الجديدة تأتي علي أعقاب دورة رجت العالم رجاً للأسلوب الهمجي الذي اتبعه دونالد ترامب بشأن علاقات واشنطن الخارجية وشراكاتها مع الدول الأخرى لذا فإن بايدن من خلال تصريحاته وتغريدات المسئولين بإدارته يصوبون نحو تدعيم الديمقراطية بداخل الولايات المتحدة وفي الدول الأخرى وهو ماأكده وزير خارجيته أنتوني بلنكلن في أكثر من مناسبة خصوصاً اتصاله برئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك مؤكداً دعم الإدارة الأمريكية الجديدة لحكومة الفترة الانتقالية والجهود الجارية لإحلال السلام وتحقيق الحرية والعدالة وإقامة نظام حكم تعددي ديمقراطي وهو عمل يجد مندوحة تؤكد قرار المشرعان قبل بضعة أشهر بتمرير الكونغرس الأمريكي للتشريع الخاص بإعادة الحصانة السيادية للسودان والذي أجيز ضمن مشروع الإنعاش الإقتصادي والتمويل الفدرالي بالتشديد المغلظ على أهمية العلاقات السودانية الأمريكية مع التأكيد على أن مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية وأمنها القومي تكمن في دعم العملية الإنتقالية في السودان نحو الديمقراطية.
العلاقات السودانية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس جوبايدن وفي ظل جهود (المدنيين) وشركاء السودان مثل الإتحاد الأوروبي تشهد إنتقاله نوعية تقفز بفرص التعاون والاستثمار بين البلدين نحو آفاق رحبة.
إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن رغم الانشغالات بالملفات الشائكة التي تعقدت بسبب سوء إدارة سلفه إلا أن مسألة دعم الديمقراطيات في العالم ومناهضة الديكتاتوريات العسكرية يلقى إهتماماً متعاظماً لما يحفظ الأمن والسلم الدوليين بمحاربة التطرف والإرهاب بإشاعة قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقبول الآخر والتعايش السلمي.
العلاقات السودانية الأمريكية في ظل التطورات الإيجابية تعد بدعم متصل لجهود الإستقرار السياسي والاقتصادي يتبدي ذلك في رغبة الشركات الأمريكية للاستثمار الزراعي والصناعي وفيما تحض عليه إدارة الرئيس بايدن لدعم جهودالسودان للإصلاح السياسي وحفز وتائر نهضته ليتجاوز أزمات الإنتقال كي يغدو عضواً فاعلاً في محيطه الإقليمي وفي المجتمع الدولي.
Makasha141@gmail.com
_________
صحيفة المواكب
الخميس 25مارس2021م
سبب فشل كل النخب السياسية في السودان هو سوء فهمهم للعمليه السياسية نفسها