المقالاتمميز

بيت الشورة عمر الكردفاني قادة الجيش السوداني …..خلط الأوراق ام اللعب على الاعراق؟

138views

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

قادة الجيش السوداني …..خلط الأوراق ام خلط الاعراق؟

تعرف القوات المسلحة السودانية بأنها من اكثر المؤسسات وطنية وتطبيقا للقومية وبعدا عن القبلية  ، وكما ذكرت من قبل فإن التدريب العسكري السوداني على كافة المستويات هو تدريب على تحمل المسؤولية ،مسؤولية الوطن.
والتأهيل الذي يجده الضابط السوداني بالكلية الحربية السودانية لا يمكن للإنسان تصوره ما لم يعايشه أو تم تصويره له عن كثب ،إن الكلية الحربية السودانية تعتبر ليس عرينا فقط بل هي جهاز لصقل الإنسان ،ولكن ليس كل انسان إذ لا يصلح للصقل الا المعادن النفيسة والكلية الحربية السودانية تصقل الماس فقط.
أما العمل في القوات المسلحة السودانية فهو مصنع آخر بمعنى ان الضابط يجب أن يطبق ما درسه تطبيقا عمليا بكل حذافيره بدءا من التحلي بمكارم الاخلاق وليس انتهاءا بقوة التحمل وما بينهما من تدريب رياضي والبيادة وجميع الأسلحة ثم العلوم الإدارية وما يتبعها من دروس ومحاضرات في شتى ضروب العلم
إن التدريب الشاق المضني والدروس المنتقاة بعناية مشفوعة بخبرات تراكمية من قادة افذاذ في مجالاتهم تمنحنا هذا الإنسان الذي يتم الدفع به إلى الحياة العملية وبين عينيه أمران لا ثالث لهما :خلفه وطن يجب أن يفديه وأمامه عدو يحب التعاطي معه بكل الأسلحة المتاحة وأولها سلاح العقل ،وفي الجانب الآخر نجد تدريب الجنود الذي لا يقل صرامة وحدة وقوة عن تدريب السادة الضباط إلا أنهم بعد التخرج ضباطا وجنود ينخرطون في ذات الخدمة ويلتقون جميعا في الدورات الحتمية من لدن قادة الفصائل إلى الدورات الاستراتيجية الأخرى ،وفي ساحات الوغى يحمي بعضهم بعضا ويفدي بعضهم بعضا بالروح .
في برنامج في المنتصف الذي يقدمه زملاء اعزاء بالقناة التاسعة التركية سألني مقدم البرنامج عن مآلات محاولة اغتيال الفريق أول عبدالفتاح البرهان وما هو رد الجيش السوداني على تلك المحاولة فكان ردي أن القوات المسلحة السودانية مبنية على نظام قيادة منضبط فإذا استشهد القائد فإن من ينوب عنه لن يتردد في استلام الراية وان البرهان حسنا فعل بعدم محاولة الانتقام لنفسه لانه حينها سيفرغ معركة الكرامة من مغزاها الاستراتيجي وكرر الزميل العزيز سؤاله بعدة طرق منها التأثير الذي سيتركه فراغ كرسي البرهان حال نجحت تلك المحاولة فاصررت إن البرهان بجولاته وصولاته في سوح القتال بالسودان إنما يرسل رسالة مفادها أنه جندي فقط من جنود القوات المسلحة وان غيابه لا يؤثر بشئ على سير العمليات أو الخطة الموضوعة لمعركة الكرامة .
إن ما حاولت إيصاله ان القوات المسلحة السودانية ظلت صماما لامان السودان وأنه حتى عندما قامت الثورة لم يعتصم الثوار في سفارة أو وزارة أو حتى البرلمان بل لقد احتموا بجيش بلادهم لعلمهم التام أنه من سيضع الأمور في نصابها وسيدافع عنهم حتى آخر قطرة دم في وريد آخر جندي .

والأمر المهم هو أن القوات المسلحة نأت طوال تاريخها عن التصنيفات العرقية السياسية أو الإثنية وذلك ما جعلها بمنأى ممن يحاولون اللعب بالاوراق والتباهي بالاعراق.

ثم ماذا بعد ؟

إن الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه الهالك حميدتي هو أنه اولا اعتبر نفسه فريقا في الجيش السوداني وساوى نفسه مع القيادات العسكرية للجيش السوداني لذلك عندما اقنعه شذاذ الآفاق من اليسار بأن يقوم بانقلاب اقتنع بذلك وحاول اغتيال البرهان ليخلو له الجو ولا يدري أن البرهان إنما وضع نائبه الفريق أول شمس الدين كباشي كنائب له في قيادة القوات المسلحة السودانية حتى لا ينهار هذا البناء الوطني القوي إذا ما مات أو قتل ولكن هذا ما لا يعلمه الملكية ومن لف لفهم من مليشيا الجنجويد أو قادة تقدم أو ايا ما يتم صنعه لاحقا من خيالات مآتة تزعم أن لها الحق في حكم السودان .

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

17 − 11 =