المقالات

د علي عبد الله خوجلي يكتب…..كيف نحتفي بالمعلم

142views

كيف نحتفي بالمعلم…
يحتفل العالم في الخامس من اكتوبر من كل عام بعيد المعلم الذي أُقرّ من قِبل منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية (ILO) عام 1994، تخليدًا لتوقيع “توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966” الخاصة بأوضاع المعلمين.
يتباري الجميع في هذا اليوم بتقديم كلمات التقدير و الامتنان لمعلميهم و تجول في خواطرنا جميعا ذكريات معلمينا و نبدي مظاهر احترامنا و تقديرنا لهم و تدور في الاسافير ابيات الشعر من شاكلة:
قم للمعلم و فه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
و نتباري في نشر الاغاني و القصص التي تمجد المعلم و دوره و تعترف بفضله كيف لا و هو الفاعل في تعليم الفعل استجابة لأمر الله عز و جل في قوله (اقرأ) و له أجر الايجاب لكل قائم بفعل الأمر ملتزما اياه… لكن
بماذا يعود المعلم اخر نهار الخامس من اكتوبر و في ليلة السادس منه الي عياله و رعيته و هو معدم لا يستطيع سد رمقهم و دفع مسغبتهم دعك من مداوة سقيمهم و تعليم (اقرأ) لجاهلهم…
ان الامم التي لا تعتني بالمعلم تمضي الي ما قد مضينا إليه من احتراب و أقتتال و ازهاق الارواح و الافساد في الارض…
ان الامم التي تسعي لتتطور تجعل المعلم علي اول قائمة اهتمامتها ترعاه و تبذل جهدها في عونه للقيام بمهامه في تنشيئة افراد مجتمع قادرين علي النهوض ببلادهم.
و تعدّ اليابان نموذجًا عالميًا فريدًا في تقدير المعلم وإعلاء مكانته، إذ أدركت مبكرًا أن نهضة الأمم تبدأ من الفصل الدراسي، وأن اليد التي تكتب على السبورة قادرة على رسم مستقبل الوطن.
في اليابان، يُنظر إلى المعلم بوصفه حجر الزاوية في بناء الإنسان، وتُمنح له مكانة اجتماعية رفيعة تضاهي مكانة القادة والمفكرين. يُخاطَب المعلم بلقب “سينسي” الذي يحمل في طياته معاني الاحترام والتقدير، ويُعامل بتوقير من طلابه وأولياء الأمور والمجتمع بأسره.
ولا تأتي هذه المكانة من فراغ؛ فاختيار المعلمين يتم بعناية دقيقة، بعد اختبارات صارمة لا يجتازها إلا المتفوقون علمًا وخلقًا، ثم يُخضعون لتدريب مهني مستمر يضمن تطورهم الدائم. كما تُوفّر الدولة للمعلمين استقرارًا وظيفيًا ورواتب تليق بمقامهم، إدراكًا منها أن جودة التعليم لا يمكن أن تتجاوز جودة من يقوم عليه.
لن ننهض تطورا و تقدما حتي يكون المعلم اولي اوليات حكوماتنا .. علي الدولة مراجعة راتب المعلم و جعله جاذبا ليعود من لجأ منهم لمدارس القطاع الخاص الي مدارس الدولة و تعمل علي تدريبه بصورة دائمة لرفع قدراته ولملاحقة وسائل التعليم الحديثة التي تتطلق بسرعة الصاروخ و ادخال التقانة و الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية حتي يكون منتجه مواكبا السباق المحموم في التطور و النماء… أليس من الاولي ان يكون للمعلم مصرفا (بنك المعلم) يقوم علي تمويل احتياجاته من تأسيس منزله و اقتناء سيارته و تعليم ابنائه.
….
د علي عبد الله خوجلي

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ستة + إحدى عشر =