لا شئ اكثر الماً ، من الذي عاشته فلسطين، فلسطين التي قاومت لأكثر من خمسين عاماً وحشية الإحتلال الصهيوني، عندما يتم قذف الغزّيين بأفتك الأسلحة النارية كان الأعراب يرقصون ثم يرقصون تحت قزارات النساء وتتعطر اجسامهم البدينة بالخمور، آه لوجع ٍ توغل في حياتهم ثم سرق فرحة الأطفال والشيوخ والعاشقات والآمهات والرفاق، كم هو مؤلم ٌ موت طفل ٍفي احشائي أمه ِ وابيه خلف القضبان يتعذب في تفاصيل القضية ونار النضال …
يا للحزن الذي يكتنف التاريخ بالمآسي والموت والظلم والقهر، وكأنهم ليس في هذا الكوكب الذي اصبح اضيق من فوّهة بندقية خائن، وحواجب عاهرة تستعير الألوان كي تخضع الشعوب ، إنها السياسة تزيّن حواجبها كي تقتل الشعوب في غياب الوعي، آه ٍ لأنفاس ٍ تخالط تراب الأرض، الأرض ُ التي أغُتصبت في موت عُذرية (العُروبة) ، وموت أمة تركت دينها واخلاقها وقيمها لأجل دنيا باهتة، اي نفس تتساءل عن حجم معاناة غزّة، واطفال غزّة ونساء غزّة وشيوخ غزّة..تباً للذين باعوا اوطانهم تحت طاولة الخمور والمناصب الساقطة، تباً لمن خانة وطنه من اجل ليلة سوداء تفترش الذنوب ، تباً لعُصبة بما يسمي جامعة الدولة الصهيوامريكية، تباً ثم تباً لهم حتي يقف التاريخ شاهداً علي وجع القضية…
غزة تموت كل يوم تحت نار الأحتلال والمعاناة والحصار ، ولا يسمع العالم صوت اطفالها من تحت الركام، لا يسمع العالم عن بكاء الأمهات عن فقد أبكادهُنّ، لايسمع العالم اي صرخة، لأن العالم ّ متوحش؛ مظلم، قاهر، ضيق، ما هذا العبث …!،
الذي يسود العالم من صراع….تلك الفوضي تتكاثر جيناتها كي تلد الوحوش ليكونوا خصماً علي السّلام والإستقرار في الحياة بصورة عامة…
قضية فلسطين تبرهن مدي إكذُوبة العالم العربي، والأمم المتحدة وحقوق الإنسان، هذه مسميات نفسها هي من تجعل العالم في دوامة الصراعات ،قضية فلسطين توضّح مدي الظلم الذي يسود هذا العالم الذي تسوقه المنظومات الإرهابية العصابات الإجرامية التي تعمل من خلف أعلام الدول، لا تصدق زفارة الإعلام، لم يعد هذا العالم يحتمل الحقيقة، وعندما تقرأ للأديب لغسان كنفاني تتحس في لغته القوى النضالية، وعندما تقرأ لمحمود درويش تجد في اشعاره المآساة والخزن الذي تجرعه هذا الشعب ، حينما تسرح في رسومات ناجي العلي تجذبك الهوية الفلسطنية التي سُرقت، الهوية التي تمثل حضارة ما قبل الإسلام علي جبال الزيتون، ما اشبه الليلة ببارحة، اليوم تتكرار المسلسلات الدمية علي غزّة وأكثر من مائة قناة عربية ترقص وتغني في تغيب تام لمثل هذا الواقع الذي ينأ له حتى الحمام الذي يحاول سباق سُحب القذف علي المباني،و الركام الذي تترهب منه حتي القطط لبشاعة ما تحته وظلمة تشابك الصخور فيه ، أية لغة ابشع من تلك التي تخرج من صميم هذا الشعب.
645