صباح اليوم وبصعوبة بالغه إستطعت تخطي تلك الحشود الضخمة من مواطني الخرطوم الذين تجمعوا منذ ساعات الصباح الأولى بل قيل لنا ان بعضهم جاء من الواحدة ليلا لمقابلة والي الخرطوم.
حشود من المواطنين ضاقت بهم الطرقات والأزقة والحوارى جاؤوا من كل فج وصوب لمقابلة السيد الوالي والذي وعد بمقابلة المواطنين لحل مشكلاتهم والتي تلخصت جميعها فى (السكن الشعبي)..
من يشاهد قلب الخرطوم اليوم يدرك الي مدي ان هذا المواطن يعيش البؤس والمسغبة، مهضوم الحقوق فى ابسطها..
نساء وعجزة ومسنين.. شيبا وشباب (العميان شايل المكسر) كما يقول المثل السوداني.. اما السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل هذه الطريقة المثلي فى حلحلة قضايا المواطن سيدي والي الخرطوم.؟؟ لا اعتقد ذلك لأن من يحشد كل هذه الحشود وفى قلب العاصمة الضيقة اصلا يجب ان يدرك تأثير ذلك وما يترتب عليه.. يجب ان يدرك ان هناك مصالح اكبر تتعطل عبر التدافع والازدحام وان آلاف من الموظفين والعاملين فى طريقهم لإنجاز مهام اكبر.
الحل سيدي الوالي بالطبع ليس ان تعمل وحدك وخلفك ومن امامك جيش جرار من موظفي الدولة ومن يتقاضون الأجر ومن توكل اليها مثل هذه المهام وهنا تبرز نقطة مهمة وهي الفرق بين القائد والمدير.
سيدي الوالي مشكلة هؤلاء المواطنين وكل السودان ليست فى من يقابلهم بل من يوجه ويتابع وينفذ.. المشكلة هي انعدام الضمير وبالتالي ماتفعله ليس حلا ناجزا قد يكون حلا مؤقتا لكنه ليس حلا يقيل عثرة المواطن.
ان الحل سيدي والي الخرطوم بسيط جدا وهو القرار القوي الشجاع.. قرار يفرض هيبتك وسلطانك فى مؤسساتك التى لا تسجيب.
الحل فى ان تقف بنفسك على الموظف الذي يرفض خدمة المواطن وتنفيذ توجيهاتك..
مالذي يمنع من إقالات وإعفاء جميع مدراء الأراضي بولاية الخرطوم والمساحين ومن يجلسون خلف تلك النوافذ منعمين والمواطن يتجرع المواجع والذل.. مالذي يمنع فى ان تصدر قرارا واحدا حاسما يوقف كل تلك الفوضي التى حدثت وتحدث فى ملف الأراضي بولاية الخرطوم هذا الملف الشائك والمعقد.
وعليه اكرر واقول ماتفعله جزء من الحل لكنه ليس الحل والسلام
814