تنطلق في الساعات المقبلة جولة المفاوضات بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح في مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان وسط حضور دولي كبير ايمانا منهم باهمية السلام وحتمية الوصول اليه في هذه الجولة حتى تكتمل اركان الثورة السودانية التي اندلعت في ديسمبر الماضي قالعة اعتى الانظمة التي جثمت على صدور البسطاء والضعفاء فكانت البلاد مشتعلة حرباً ضروساً ضد الظلم والاستبداد في كافة الاتجاهات سواء كانت تلك الحروب مسلحة بالبارود ام بالكلمة ففاضت منها ارواحاً بريئة واخرى مؤمنة ومنها العلماء والحكماء الذين قد يكونوا اسهماً في تطور البلاد ولكنها الحرب اللعينة التي ادارتها السلطة وبريقها فاصبح الاخ يقاتل اخاه في الطرف الاخر لإختلاف المعسكرين ،، هذا مع السلطة التي كانت ظالمة وهذا مع من آثروا بان يكونوا وقوداً لرفع الظلم ولكلٍ منهما بقناعاته على الرغم من اختلاف المشارب ،،، تبدأ هذه الجولة وآمال عريضة يعلقها المواطن المغلوب على امره خاصة في المناطق التي اكتوت بنار الحرب والتي لم تصل إليها الثورة والتغيير حتى اللحظة للوصول الى سلام يرسي دعائم الطمأنينة وينشر ثقافة قبول الاخر ويفدي الى اقامة العدل والمساواة واشاعة الحرية وبسط سلطة القانون في مناطق لم تر القانون منذ عقد ونيف من الزمن ،،، تنطلق هذه الجولة وقد يشارك ممثلين من المجتمع المحلي فيها وقد بدأت الترتيبات لتلك المشاركة بعقد ورشة عمل في الفاشر اليوم ولربما تتبعها ورشٌ أخريات في ظل الحديث الذي دار في ولايات دارفور حول من هم الذين مثلوا القطاعات المختلفة وكيف تم اختيارهم ليكونوا ممثلين لأهل الوجعة في طاولة الحوار والتفاوض ولكن الاهم من تلك التعليقات النتيجة التي تعمل على وضع حدٍ للحرب ووقف معاناة المعسكرات وحياة البؤس في بلد يجب ان يحيا فيه الجميع في رغد العيش للكنوز والموارد التي تزخر بها … في ظل هذه الامال والمعطيات تنطلق الجولة التفاوضية ولربما تكون مدعومة ومسنودة بعزيمة اقوى من الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح حرصاً من هذه الاطراف الثلاثة للوصول الى السلام لأهميته وحتمية العيش في السلام …. وفي ظل هذه الظروف تشارك قوى اعلان الحرية والتغيير في تلك المفاوضات بوفد عال المستوى فهل يكون ايضاً مفوضاً من التنسيقية العليا لها ام ان الامر ليس كأديس ابابا ؟؟ ام انهم سيكونون ضيوف شرف فقط ؟؟ وما هو الفرق بين مفاوضات الجبهة الثورة وقحت التي جرت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا والتي تجري في عاصمة جنوب السودان بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح ؟؟؟ … لا يهم الاجابة ولكن الذي يهم ان لا تتكرر تجربة اديس في جوبا والاهم من ذلك ان المواطن على استعداد تام لإستقبال السلام وليس له ادنى استعداد لاستمرار الحرب مرة اخرى كما انه ظل في صفوف الانتظار من التحول الذي احدثته الثورة في البلاد فعلى المتفاوضين تقديم المصلحة العامة وفائدة المواطن والوصول الى التوقيع النهائي حتى يستفيد السودان م موارده وكنوزه في خدمة ابنائه فلا تقدم ولا تنمية ولا سلطة حقيقية تقوم بواجباتها دون السلام والعدالة والموساواة وافشاء الحريات وسيادة حكم القانون …
حقيقة جديدة مكررة:ــ
ولاية غرب دارفور ما زالت تسيطر عليها الحمية القبلية وقد غاصت في اعماقها بعيداً … وتشهد كل مرة احداثاً امنية يغيب عنها الوازع الديني والقانوني فمتى يقوم قادة الرأي في المجتمع لإصلاح ما افسدتها هذه الحمية والبُعد عن الارتماء في حضن القبيلة ؟؟؟ … عملية جمع السلاح ومنع استخدام المركبات غير المقننة في وقتها ضخت لها اموالاً طائلة للوصول الى نتائج تُقنع المواطن البسيط بان السلاح اصبح في يد الدولة وهي القوات النظامية فقط ولكن عندما تتكرر الاحداث الامنية وتسقط ارواحاً بقوة السلاح يتطلب الامر مراجعة تلك الحملة ومحاسبة من كانوا على رأس السلطة لتنفيذها …لأن السلاح كان في الساحة واختفى وقد بدأ يعود رويداً رويدا … وعلى السلطة القيام بفرض هيبتها حتى يهابها الجميع واذكر عندما كنا صغاراً في كل من يتملك سلاحاً وإن كان سلاحاً للصيد ( خرطوش ) يخبئه بعيداً عن انظار الحكومة فلماذا الآن ؟؟؟…
حقيقة قديمة متجددة :ــ
طريق الانقاذ احد الأذرع الرئيسية لتحسين الاقتصاد ومعاش الناس في السودان ..