أسس الشيخ حامد جرا حلته أنجمينا شرق الخوي على مسافة ١٤ كيلومتر، بعد أن رحل من منطقة المقيسم أم خيرين ابوكلابيش شمال الخوي، بسبب نزاعات حول الأراضي مع أهله هناك، وظل في قريته الجديدة أنجمينا المشهورة بأنجمينا الدميرة. واشتهر أهل أنجمينا بالزراعة والطرافة والفكاهة والتراث. وسكن مع الشيخ حامد جرا عياله الشيخ محمد عجب الداني والشهير بشيخ دكرو الزول السمح فكرو، وعجب الدور الكرار، وشيخ النيل المؤذن بمسجد الأنصار وحوار الشيخ المكاشفي وكادوك، والشيخ حجر الذي نحن بصدد الكتابة عنه، وأخواتهم بنات الشيخ حامد عائشة وعزيزة وست الدور. أمتدت حلة أنجمينا وزادت في الاتساع ونمو معدل سكانها، وهم جميعا من أسرة واحدة أو خشم بيت واحد في قبيلتهم. وتميزوا بحرفة الزراعة وحفلات الحصاد، والفرح من زواج وطهار، إذ أن سكان المناطق المجاورة لهم يقدمون لهم الدعوة للمشاركة في مناسباتهم، من أجل إنجاح المناسبة والحفل بأنشطتهم الرائعة المختلفة والضاربة في عمق التراث الكردفاني الأصيل، ولقبيلة حمر خاصة فكانت مقولة (من أراد نجاح حفله فعليه بدعوة أهل أنجمينا). حيث أن كافة المدعوين يحضرون للاستمتاع برقصات وألعاب أهل أنجمينا المشاركين في المناسبة. وبعد وفاة الشيخ حامد جرا خلفه على شياخة أنجمينا ابنه الشيخ محمد عجب الداني (شيخ دكرو) والذي نقل الحلة من الدميرة إلى داخل مدينة الخوي وأصبحت حيا كبيرا من أحياء الخوي وظلت بنفس اسمها أنجمينا جلة جرا. وبعد وفاة الشيخ دكرو تولى الشيخة في أنجمينا عمنا الشيخ حجر حامد الرجل الطرفة والذي معه لا وجود للزهج والاحباط عندما تجلس إليه ومع ذلك فهو رجل يحب العمل إذ يعمل في مجال الزراعة وبعد الحصاد يعمل بعربته الكارو وبعد أن كبر عياله تفرغ لأمور الشيخة، وهو رجل مجامل لجميع الناس في أفراحهم ومناسباتهم الأخرى وتجده أنيقا أبيض الملبس وله روح شبابية يحرك سكون الشباب بقفشاته الرائعة. الشيخ حجر حامد رجل موسوعة في تاريخ كردفان الاجتماعي وتاريخ وتراث دار حمر وأرجو من أن تسجل معه إذاعة كردفان حلقات توثيقية بحياته أطال الله في عمره. فكلما ذهبت إليه في إجازات غير المنتظمة أتحفني بالكثير من التراث الغني الذي يحببك في الاستماع له وفي آخر زيارة سجلتها له في شهر أغسطس الماضي سمعت منه الأغاني التالية: الجور الجور بلد الهجوري جور الجور الجور بلد الهجوري جور حليمة أوقدي النار للبشربوا السجار الشايب المنعول وداني للنهود ما لقى علي حقوق هاي يا هجوري هاي يا هجوري أم هي أم هي أم هي أم هي ثم قال لي أن شقيقه عجب الدور ألف له غناء أسماه بحرد وتفرد به لوحده ومنه: شد البلغ ريقه عسل في دلق يمة أني منطلق سيد ريدي اليلة حلق دي هينة دي هاي ناري ذي هينة ذي هاي ناري ويدلف الي أغاني حرد الخاصة بالصيد والصيادين وهي أيضا من نماذج عجب الدور: البنداقة شايلين الصعيد سيد أبو روحين لا ترموا بعيد قو هي قو هي قو ها هو ها قو هي قو هي قو ها قو ها ويختم بأغنية سيد العجال وهي أيضا من تأليف عجب الدور في حرد: بسوق ليك العجال بنهم بلا سروال الريدة لخاله مسار قوله معاه – آهي آهي فعمنا الشيخ حجر حامد رجل يواصل كل الناس وخاصة من جلس من كبار السن في منطقتنا من معارفه وكان كثير الحضور لزيارة والدي الفكي ماهل رحمه الله قبل وفاته ومرة من ذات المرات وجد أخواني جابر والتاج وركب معهما الكارو وفي الطريق دار نقاش بين جابر والتاج حول مباراة الهلال والمريخ والتاج يشجع المريخ بدرجة التعصب أما جابر يشجع اللعب النظيف فحاول التاج إمالة عمنا الشيخ حجر حامد لصفه في تشجيع المريخ فقال له يا عم شيخ حجر انت هلالابي ولا مريخابي؟ فرد عمنا الشيخ حجر بسؤال لجابر يا شيخ جابر انت الفكي ماهل هلالابي ولا مريخابي؟ ورد جابر غيظا في التاج أبوي هلالابي يا شيخ حجر فقال عمنا الشيخ حجر فكي ماهل أبو فاطمة هلالابي علي الطلاق أني هلالابي. فالتحية والتجلة والتقدير والاحترام لعمنا الشيخ حجر حامد وأطال الله في عمره.
