أشرقت الشمس هذا اليوم هنا في الجنينة والسُحبُ تغطي السماء متراصة خلف بعض كأنها تعيد للاذهان يوم ان اسقط الشعب بقرار من ميدان القيادة العامة للقوات المسلحة بعد اعتصام استمر لستة ايام تتويجاً لمظاهرات رافضة لحكم الدكتاتور البشير وزمرته لثلاثين عاماً انطلقت من الدمازين في 13/12/2018 ومنها الى الفاشر في 16/12/2018م وعطبرة بعد يوم من الفاشر لتطلق شرارة الثورة المؤكدة في الخرطوم في 19/12/2018 تزامناً مع اليوم التاريخي للشعب السوداني في 19/12/1955م لتعيد الملحمة لأذهان العالم وذاكرته بان الشعب السوداني هو ملهم الثورات
11 ابريل … يوم ان اصبح الشعب السوداني على انغام موسيقى القوات المسلحة معلنة ميلاد عهد جديد من عمر البلاد فانطلقت الجموع كتلك السحب المتراصة صباح اليوم صوب القيادة العامة للقوات المسلحة من مختلف الفئات العمرية دون الاحساس بالتعب والارهاق والعنت حتى من العجزة والمسنين وصغار السن رغماً عن توقف حركة المركبات بامر الشعب الذي اندفع صوب الاحتفال فكانت الخرطوم تستقبل اكبر واطول مسيرة شعبية قوامها اعداد من المواطنين المبتهجين من أي كبرٍ من كباريها وحتى القيادة العامة ( الناس ما تديك الدرب ) ما شاء الله ـ تبارك الله وانتظرت بلهفة البيان الاول والذي جاء قبيل منتصف النهار حاملة بشارة سقوط النظام وتشكيل مجلس عسكري بقيادة ابن عوف ولكنه قبل ان يكمل بيانه رفضه الشعب ورفضته الثورة بامرها وهتفت الحناجر في لحظتها ( شال الكوز المادايرنو… وجابو الكوز الاوسخ منو ـــ شال وداد وجابو اماني… زيما سقطت تسقط تاني ) وهذه الهتافات جاءت في لحظتها امر يؤكد صدق أن الشعب السوداني ملهم الثورات والابتكارات وذو عبقرية وافق واسعة يستطيع ان يقدم للبلاد والعالم الافضل
11 ابريل … نجاح ثورة اقتلعت نظاماً رفضه الشعب سنيناً وادخل البلاد في العديد من الازمات وبنى الشعب امالاً عريضة بهذا النصر لبناء دولة المواطنة والحقوق والواجبات خاصة وان شعار الثورة جاء ( حرية ـ سلام ـ عدالة ) وكانت المدنية خياراً للشعب ولكنها لم تزل لم تصبح قراراً … ثورة جاءت ووضعت الاسس التي تحكم الفترة الانتقالية بالمناصفة بين القوات النظامية والمواطنين واجزمت على تحقيق السلام ووقف الحرب والانفتاح الخارجي وانعاش الاقتصاد وتحسين معاش الناس وزيادة الانتاج من اجل دولة تكون لها الشأن وسط الدول في المحيط الاقليمي والعالم … بقدر ما فرح الشعب بتلك الثورة ونجاحها حرص على تحقيق اهدافها وقد مرت سنةً كاملة عليها وما زالت العديد من القضايا عالقة ومرت البلاد في هذه التجربة بالكثير من المنعطفات التي كادت ان تعصف بالثورة والبلاد … مرت سنةً بالتمام والكمال ولم يصل التغيير الولايات ولم يحس التعابة والطبقات الدنيا بطعم الثورة وان السلام الذي خُطط لها الاكتمال في ستة اشهر لم يراوح مكانه في جوبا وقد ازدادت الازمات بفضل عدم احكام السيطرة على مقاليد السلطة واستمرار رموز وقيادات النظام البائد في مواقع اتخاذ القرار والخلافات التي تطرأ من حين لآخر بين الحكومة الانتقالية بمجلسيها وحاضنتها الحرية والتغيير والخلافات التي وقعت بين الولاة العسكريين وتنسيقيات الولائية …
11 ابريل … عام على الثورة ونحن نحتاج الى الكثير من الجهد والتفكير والتنازلات من اجل الوطن ,,, وليعلم قيادات الحرية والتغيير بانهم اصبحوا حكاماً على الشعب والوطن وليقتنع اتباع النظام البائد ان الدورة قد انتهت وعليهم البقاء كمواطنين خُلص من اجل الوطن والانصياع لقرارات الدولة كما كانوا يجدون هذا الانصياع وقتما كانوا حكاماً وان الحكم يؤتيه المولي العلي القدير ولكنه ينزعه انتزاعاً لذا عليهم الصبر ليقرر الشعب مصيرهم فعليهم ن يكونوا مواطنين ايجابيين وعلى الحكومة الانتقالية تطبيق قرار حل حزب المؤتمر الوطني وحظر نشاطه وان تكون صادقة مع الشعب حول الوضع العام بالبلاد … نحن الآن في حاجة كبيرة الى سيادة الدولة والقيام بدورها وعلى كافة المواطنين ان يكونوا داعمين لسياسات الدولة لإنتشالها من البوتقة التي جعلت الشعب يثور على نظام غاص ثلاثين عاماً في اعماق الدولة ولكنه لم يحسن التدبير فاقتلعته الثورة بامر الشعب .
11 ابريل … عامٌ كامل والسلام لم يتحقق بعد والذين ينتظرونه اكثر من الذين لا يطيقونه من اجل المصالح الخاصة او المناطقية فعلي طرفي التفاوض والوساطة تغليب المصلحة العامة والاسراع في تحقيق السلام ..لأن الفرصة التي صنعها الشعب الآن لن يتكرر مرة اخرى … فكم من الثكالى واليتامى في انتظار ثمرة السلام … فلا شيئ كامل يولد بل تنمو الاشياء بعد ولادتها لتكتمل عقد نموها في مراحل
11 ابريل … تحية المجد والخلود لشهداء الثورة وعاجل الشفاء للجرحى ودوام الصحة والعودة المحمودة للمفقودين … إنها ثورة دُفعت فيها فاتورة غالية ولكنها لم تغل على الوطن وحرية الشعب وتحقيق ( حرية ـ سلام ـ عدالة )
حقيقة مؤلمة :ــ
من المؤسف ان نفقد الوطنية والاحساس بها والنخوة للذود عن الوطن السودان بعزة وكرامة وحماية مكتسبات الامة السودانية بجسارة … ومن المسف جداً ان نفتقد للإنسانية وينعدم لدينا الضمير والمروءة … أسوق هذه العبارات وارى الاعمال التي يقوم بها البعض لتحقيق المصلحة الشخصية او الحزبية واخرى تذبح الفقراء والمساكين والطبقات الدنيا من المجتمع باستغلال جائحة الكورونا والاجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة ومنها حظر التجوال والسفر وقد استغفل التجار هذه المرحلة لتحقيق الغنى السريع او تكوين ثروات طائلة … ألا يعلموا ان الاسعار التي تعدل كل ساعة ولحظة ويوم يمكن ان تكون سبباً في مقاطعتك من المواطنين ؟؟؟ … رأيت بام عيني وسمعت الكثير من القصص الخالية التي يرويها عديمي الضمائر في استغلال الوضع بجشع كبير وفرض اسعار للسلعة وفي غياب تام للحكومة ودورها في فرض الرقابة على الاسواق في الوقت الذي خصصت رقماً للطوارئ للاتصال بها في حالة زيادة الاسعار ولكن وآهـ من لكن … متى تفرض حكومة غرب دارفور الرقابة على حركة التجارة وتعامل التجار مع المواطنين بابتزاز كبير والشاحنات الكبير تفرغ حمولتها طوال النهار في سوق لا توجد بها شوارع لمرور المشاة ناهيك من المركبات !!! لماذا لا تضع المحلية وادارة التجارة والتموين والتعاون خطة لتفريغ الشاحنات بضائعها في اوقات محددة حتى تفسح المجال لأنسياب الحركة … والامر الاخر اصحاب المركبات التي تزدحم في المدينة والذين يستخدمون الشوارع والكباري ونصف الظلط جراجات لمركباتهم معيقين حركة المركبات والمارة دون مراعاة لحاجة الاخر لطريق في جهل واضح بقوانين المرور … على حكومة الولاية وادارة شرطة المرور انب هان هذه المخالفات قد تغذي خزينة الدولة بالملايين من الجنيهات والتي قد تسد لكم ضائقة الفقراء والمساكين خلال الشهر الكريم الذي يحل علينا ببركته الايام القليلة القادمة … ألله هل بلغت فاشهد …
حقيقة قديمة متجددة :ــ
اغلاق المجال الجوي ورفض طائرات الأمم المتحدة من حمل عينات المشتبه بهم بالاصابة بكورونا من ولايات دارفور الى المعمل المركزي ( استاك ) يجعل من امر الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية في خطر وحالة المحجوزين في الحجر الصحي ( إن وجدوا ) حالة صعبة … منطقة لا توجد فيها الطرق السريعة والسكة الحديدية والمجال الجوي مغلق … أين يكمن الحل ؟؟؟ … حتماً في الاجابة عن هذا السؤال …
متى يكتمل طريق الانقاذ الغربي ؟؟؟…