عاطف البشير
لايختلف احد علي ان تحالف اعلان قوى الحرية والتغيير (قحت) الذي نشأ تزامنا مع الحراك الثوري الذي اطاح بالانقاذ كان تحالفا باهرا قاد بتضامن مكوناته الثورة الي الانتصار وظل ومايزال حاضنا لحكومة الثورة طوال الفترة الانتقالية.
وعلى الرغم من تميزه وما ينتظر منه من اعمال طوال الفترة الانتقالية الا انه ظل وبحكم النشأة يعاني من مشكلات تتعلق بطبيعة تكوينه كتحالف عريض اشبه بالفسيفساء ، خليط مابين العديد من التيارات السياسية والفكرية والمهنية من اقصي اليمين الي اقصي اليسار، واشتمل علي تنوع كبير كان من المفترض ان يكون رصيدا داعما لتقوية التحالف ، ولكن للمفارقة ان يصبح ماكان من المفترض ان يكون رصيدا للقوة سببا في ضعف التحالف والقعود به عن انجاز مهامه! بحيث اصبح يختزن في احشائه عوامل فنائه، اذا لم يطور من نفسه وينزع نحو تلافي مضاعفات واثار هذا التنوع الكبير وتحويله لعامل ايجابي بدلا من ان يكون عاملا سلبيا وسببا من اسباب انهيار اكبر تحالف نشأ بعد الثورة.
بحيث يمكننا التساؤل من خلال هذه الفرضية، هل بدأت التناقضات الداخلية تقود الي انهيار قحت؟! هذا بالطبع اذا تجاوزنا الخلل البنيوي الرئيس في ان قحت تحالف عريض لايجمع بينه سوى فكرة واحدة هي التي تجمع علي أساسها وهي اسقاط الانقاذ .
احزاب سياسية ومجموعات وتيارات متعددة ذات اختلاف في الفكر والرؤية السياسية اتفقت في لحظة فارقة لانجاز الثورة وتم ذلك لتجد نفسها فجأة في مواجهة مع نفسها لتكوين وتأسيس الدولة!؟
بحيث ظهر الاختلاف لاول وهلة بينها من خلال ما هو طبيعي مما تنطوي عليه القوى الحزبية من تنافس وصراع سياسي تلقائي انفجرت معه مرة واحدة كل التناقضات التي تمر بها احشاء هذه القوي بعد تراجعها فترة الحراك الثوري ؟!
وظهر ذلك جليا في المحاصصات السافرة بين هذه القوى حول السلطة، بدءا بسيطرة طيف اليسار العريض كمايقول المفكر السوداني (النور حمد)علي الحرية والتغيير والحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية ومارافق ذلك من اشكالات في التصورات المؤسسة للدولة مابعد الثورةالمجيدة.
هذا بخلاف التشاكس الكبير مابين العسكر والمدنيين ، بخلاف التناقضات المتباينة مابين قوى قحت وليس آخرها الانتقادات التي وجهها حزب البعث من خلال احد قياداته “محمد وداعة” وفق صحيفة(الجريدة) بما وصفه من “اتهام مجموعة داخل التحالف باختطافه والتصرف فيه وكأنها تملكه” مرجعا فشل وعجز الحرية والتغيير لسيطرة الشلل والتكتلات ، وضرورة هيكلتها لانهاء الاختطاف وعدم الفاعلية الذي تتسربله قحت. مشيرا الي اتفاق البعث والامة علي مشروع للاصلاح.
هذا بخلاف الانتقادات الكبيرة التي ظلت تترى من قبل مكونات الجبهة الثورية لقحت واتهامها الصريح بعرقلة السلام وليس آخرها ايضا تصريحات نائب رئيس الثورية اركو مناوي للاذاعة بقوله “ان اصرار قحت علي تعيين ولاة الولايات قبل توقيع اتفاقية السلام يعد محاولة مبكرة لتعيين وكلاء لهم في الولايات من أجل صياغة قوانين تتسق مع اوزانهم وتستخدم آليات لتزوير الانتخابات مضيفا انها الخطوة الأخيرة لسرقة الثورة. متابعا ان هناك جهات في قحت تتعامل مع الامر كغنيمة للتركة وتسعى للمحافظة علي المكاسب السياسية والاقتصادية وتتخوف من وجود الحركات المسلحة بالخرطوم”
جميعها مؤشرات تقودنا الي توقع انهيار التحالف الوشيك ان لم يتم تدارك الاخطاء الفادحة بنظر بعض مكوناته الغاضبة!؟
ومن الغريب الذي يدعوا للدهشة هو ان العالم كل العالم في اتجاهه للتآزر من خلال ما يواجهه من خطر الوباء القاتل وحوجتنا نحن المضاعفة لهذا التوحد لا من اجل جائحة كورونا لوحدها وحسب ولكن لمجمل مانعيشه من أوضاع بالغة التعقيد! وفي ظل هذه الظروف المحيطة بنا كأمة سودانية والتي يجب ان يكون فيها اتحادنا وتوحدنا الشامل ضروريا تظهر قحت فيه العجز وعدم القدرة علي العمل لصالح البلد. لأن الفرقة والشتات بالتأكيد ليس في صالح البلد، فهل تقود التناقضات الداخلية قحت الي الانهيار وانقسام التحالف؟!.