كشف خبراء يتابعون الأوضاع في كوريا الشمالية، أن صوراً بالأقمار الصناعية أظهرت تحركات زوارق فاخرة، كثيراً ما يستخدمها الزعيم كيم جونغ أون وحاشيته، في الآونة الأخيرة قرب وونسان، تمثل دلائل جديدة على وجوده في هذا المنتجع الساحلي، فيما رجّح تقرير أن يعين شقيقته كيم يو جونغ، النائبة الأولة لرئيس اللجنة المركزية لحزب “العمال”، خليفة له.
وأكد موقع “إن.كيه برو”، الذي يتابع كوريا الشمالية، أمس الثلاثاء، أنّ صور الأقمار الصناعية التجارية تظهر أن زوارق يستخدمها كيم كثيراً تحركت بشكل يوحي بأنه قد يكون هو وحاشيته في منطقة وونسان.
وجاء ذلك في أعقاب تقرير بثه مشروع “38 نورث” الذي يتابع كوريا الشمالية ومقرّه الولايات المتحدة، وجاء فيه أن الصور تبين توقف ما يعتقد أنه قطار كيم الخاص في محطة مخصصة لاستخدامه في الفيلا الموجودة في وونسان.
ويقول مسؤولون في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بحسب وكالة “رويترز”، إن احتمال وجوده هناك منطقي، ربما لتجنب التعرض لفيروس كورونا الجديد، وأعربوا عن تشككهم في تقارير إعلامية عن إصابته بمرض خطير.
لكنهم يشددون أيضاً على أن صحة كيم ومكان وجوده من الأسرار التي تبذل السلطات جهداً كبيراً لحمايتها، ومن الصعب الحصول على معلومات موثوق بها في كوريا الشمالية.
وقال الخبير في شؤون القيادة في كوريا الشمالية بمركز ستيمسون في الولايات المتحدة، مايكل مادن، بحسب “رويترز”، إن فيلا وونسان “من بيوته (كيم) المفضلة”. وسبق أن قال مادن إن علاقة كيم بوونسان تشبه علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنتجع مارالاغو في فلوريدا.
خليفة كيم
بالتزامن، أفادت وكالة البحوث التشريعية التابعة للجمعية الوطنية الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قد يعين شقيقته كيم يو جونغ، النائبة الأولى لرئيس اللجنة المركزية لحزب “العمال”، خليفة له.
وذكرت الوكالة، في تقرير لها، بحسب ما أوردته وكالة أنباء كوريا الجنوبية “يونهاب”، أن “إعادة انتخاب كيم يو جونغ، النائب الأول لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال، عضواً مرشحاً للمكتب السياسي في اجتماع المكتب السياسي للحزب، قد تعزز قاعدة حكم عائلة كيم الحاكمة التي تسمى “سلالة بيكدو”.
وعقدت كوريا الشمالية اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال والجلسة البرلمانية لمجلس الشعب الأعلى في يومي 11 و12 من الشهر الجاري على التوالي.
وأوضحت الوكالة أن “أنشطة كيم يو جونغ منذ مطلع هذا العام، مثل إعلان المحادثات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، كانت بمثابة دور مركزي في الحزب، بالإضافة إلى زيادة الشائعات عن تدهور صحة الزعيم كيم”.
ومع ذلك، أفادت الوكالة بأن “هناك صعوبات بشأن منح الخلافة، والقيادة يتعين توافرها لدى كيم يو جونغ، حيث لا تزال عضواً مرشحاً للمكتب السياسي”، مؤكدة أنها تعتقد أن ذلك يتطلب إجراءً رسمياً بعد عودة الزعيم كيم للظهور.
وبدأت شائعات وتكهنات بشأن صحة كيم بعد تخلفه عن حضور احتفال رسمي بارز في 15 إبريل/ نيسان، ولم يظهر بشكل علني منذ ذلك الوقت. وقالت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية الأسبوع الماضي إن من المحتمل أن كيم خضع لجراحة في شرايين القلب أو أنه في عزلة لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
ولم تعرض وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية أي صور جديدة لكيم، ولم تذكر مكان وجوده. ولكنها نشرت تقارير، أول من أمس الاثنين، عن إرساله رسالة شكر للعمال الذين يبنون منتجعاً سياحياً في منطقة وونسان التي ذكرت بعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أنه ربما موجود فيها.
والاثنين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يعلم بحال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ويأمل أن يكون بخير.
وكان موقع “دايلي إن كيه” الكوري الجنوبي قد أعلن أن كيم يتعافى بعدما خضع لعملية في القلب في 12 إبريل. علماً أنه ظهر للمرة الأخيرة في 11 إبريل/ نيسان، خلال اجتماع للمكتب السياسي للحزب.
وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قال من جهته، إن “الولايات المتحدة ستواصل السعي إلى نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية أياً كان زعيمها”، موحياً ببدء الحديث عن الخلافة المحتملة.
وفي مقابلة مع قناة التلفزيون الأميركية “فوكس نيوز”، ذكر بومبيو أنه التقى كيم يو ـ جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تتمتع بنفوذ كبير، ودفع صعودها الأخير في هرم السلطة بعض الخبراء إلى الاعتقاد أنها قد تخلفه على رأس السلطة. وقال وزير الخارجية الأميركي: “أتيحت لي فرصة مقابلتها مرات عدة، لكن التحدي لا يزال على حاله، والهدف لم يتغير، بغضّ النظر عمّن يرأس كوريا الشمالية”.
صحيفة العربي