الاخبار

صديق رمضان : عيب عليك ياغندور

157views

عندما وقف أمام البرلمان وهو ينعي العمل الدبلوماسي ويتحدث بشجاعة عن واقع سفارات السودان المزري، فإن كثيرين لم تتملكهم الدهشة من الشفافية التي اتسم بها وزير خارجية العهد البائد البروفسير إبراهيم غندور، فالرجل كان يختلف كليا عن إخوانه الكيزان، فقد كان لين الجانب، موضوعي المنهج وعلي درجة عالية من التهذيب.
* وحتى حينما سقط نظام القهر والفساد فإنه لم يكن في مرمى نيران الثوار الذين كانوا يظنون _ وإن بعض الظن إثم _ أن الرجل يتمتع بالعقلانية ويدرك أن التغيير من سنن الله في الكون وأنه سيتعامل بالمنطق مع ما حدث وليس بذات الأساليب الكيزانية الموغلة في المكابرة والقفز فوق أسوار الحقيقة.
* وما أن تم تكليفه برئاسة الحزب المحلول _ وفي رواية أخرى المبلول _ الا ولجأ الي ذات اللغة الغارقة في الاستفزاز والكذب والتعاطي العاطفي مع الأحداث البعيد تماما عن صفات من كان علي رأس دبلوماسية دولة، فطفق يهرف بما لايعرف ويوجه الاتهامات إلي الحكومة الإنتقالية ويدغدغ المشاعر بترهات لاتشبهه بأي حال.
* ورغم أنه حاد تماما عن منهجه إلا أنه كان أفضل حالا من ثور الخزف أنس عمر، غير أن غندور اليوم أصابنا بالإحباط نحن الذين كنا نعتقد أن الرجل يمثل صوت العقل وسط الكيزان وذلك حينما حاول أن يسجل نقاط في شباك الحكومة وهو يدعي زورا وبهتانا أن الفقيد الشريف احمد عمر لم يحظى بالعلاج واضاف:”لم يرتقْ سلوك الحكومة وقوى الحرية والتغيير لمستوى المسئولية الأخلاقية، فقد تعنتت في السماح له بتلقي العلاج المناسب والحصول على ما يلزم من رعاية صحية حتى وصل لمرحلة حرجة فصلتها أسرته في البيانات المتتالية، ثم مضى لله شهيد تسيس العدالة وظلم الحاكمين، ولا حول ولا قوة الا بالله”.
* هكذا وبكل جرأة ودون أن يطرف له جفن ويرق له قلب مارس البروف الكذب الصريح في نهار رمضان وهو يتعمد تزييف الحقائق ويمارس مزايدة قبيحة في غير موضعها، ويبدو أن الرجل الذي ظل يتقلب في المناصب الحكومية لم يتعلم حتي الآن أخلاقيات منهج المعارضة الراشد.
* وللأسف فإن الذي ذهب إليه وهو يستميت في تجريم الحكومة وتحميلها مسؤولية وفاة الشريف ود بدر، كذبه النائب العام ببيان ضاف أوضح فيه حقيقة تلقي الفقيد العلاج بعدد من المستشفيات، وكشف أنه لم يفارق الحياة وهو داخل السجن كما ادعي غندور بل بالمستشفي، وأزاح النائب العام الستار عن مدي تعاون النيابة مع كريمات الفقيد وصل إلي درجة السماح لهن باصطحابه إلي منزله لتلقي العلاج.
* وقبل أن يجف مداد بيان النائب العام وضع ابن أخت الفقيد النقاط على الحروف وهو يكشف عن حسن تعامل الحكومة ومرونتها مع حالة خاله، ولم يكتف بذلك بل دمغ كل من يتهم الحكومة بتعمد قتله بالمزايدة السياسية السمجة، ولا نعرف ماذا يقول غندور بعد أن تكشفت الحقائق سريعا وأثبتت أنه مارس الكذب في الشهر الفضيل وهو يعتقد بذلك أنه سينال من حكومة الثورة.
* وهكذا وضح أن الثوب الذي تدثر به غندور عقب سقوط نظام حكمه والمنهج الذي ظل ينتهجه خصم كثيرا منه،فهو إما أنه يوضح حقيقة الرجل وأنه كان يدعي العقلانية والطيبة أو أنه لم يفق حتي الآن من صدمة انتزاع حكم نظامه، وفي كل الأحوال فإن غندور يبدو في أمس الحوجة للخضوع الي دروس مكثفة لتعلم كيفية المعارضة الراشدة التي تليق بمن هو في سنه.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

عشرة − 2 =