هل يكرر السودان مشاهد السيناريو الليبي بوجود البعثة الاممية؟!
عدد كبير من الباحثين والمراقبين والمهتمين يحذرون ويتخوفون من وجود البعثة الاممية السياسية الخاصة بالسودان لا من ماعرفوه من نص مشروع قرارها بمجلس الامن وحسب ومافيه من مهمات وتتولاه من اعمال في كامل جغرافيا البلاد بولاية تامة، متحكمة في السلطات الدستورية والقانونية العدلية والاجهزة الامنية!؟ وضخ المال والبرامج الانمائية وغيرها!؟.
وانما من واقع تجارب هذه البعثات ايضا حيث ذكروا انهم لم يروا مهمة واحدة للامم المتحدة اثبت نجاحا تاما فيما انتدبت له من مهام! بل العكس هو الصحيح ، بحيث يرون انه بعد دخول بعثة الأمم المتحدة سيمر الوضع في السودان بالسيناريو الليبي وكما يعلم الجميع ويعرفون، ويرونه من واقع معيشي ومشاهد ،أن الدولة الليبية لم تتعافى نهائياً حتى الان ! ولم تتشكل حكومة متينة ولا يزال هناك مستوى عال من عدم الاستقرار السياسي يتجلى في انقسام البلاد السياسي الحاد الذي ينذر بتهديد وحدة الدولة الليبية نفسها ، بحيث لا يوجد سلام ولا يعيش المجتمع حالة من الاطمئنان، فالجريمة مزدهرة والحرب الأهلية مستمرة بحيث لم تؤثر مهمة الأمم المتحدة على تحسين مستويات المعيشة في البلاد، ومايزال يوجد في السلطة في ليبيا ، الإرهابيون الذين يتحكمون في مقدرات البلاد ومواردها المختلفة! وربما تثبت الادلة والبراهين المحجوبة تواطؤ وموافقة خفية عليهم من الغرب !؟ فالغرب بكل بساطة يعمل علي ضخ ونهب الموارد الليبية تحت ستار الأهداف الإنسانية!؟.
ويطوي كل مقدرات البلاد تحت جناحيه الوادعين!؟.
وكما يرى هؤلاء الخبراء ايضا من واقع التجربة المشاهدة في البلاد اثر وجود بعثات اليوناميد واليوناميس في مناطق النزاع بحيث لم يتوقف القتل مطلقا!! علي الرغم من اعلان وقف اطلاق النار المتبادل بين اطراف الصراع المختلفة والحكومة. الا ان العنف المجتمعي ظل متزايد امام سمع وناظري مهمة الامم المتحدة دون اي قدرة علي حماية المواطنين او النازحين كما تدعي ، واحداث دارفور وابيي الاخيرة تنهض دليلا وبرهانا علي رؤية من يقولون ان مهمات الامم المتحدة لم تنجح وليست قادرة علي النجاح في مهامها التي عادة ما تنتدب لاجلها هذا اذا لم تزد الامور المحلية تعقيدا وتدهورا بغير قصد. لاختلاف في المفاهيم الثقافية وعدم معرفة هذه القوات بطبيعة المناطق التي يتموضعون فيها.
فهل حقيقة تفلح هذه المرة مهمة الامم المتحدة المتعلقة بالسودان وتختلف عن بقية المهات الاخرى ؟!.