الثقافة والفن

الدكتور عثمان بشرى يكتب عن الكوباني وفرفور……..كلك حلو

360views

بلا استئذان……

ولأنه طبيب ولأنه صديق بطريقة ما ولأنه شفيف آثرت أن أختار هذه المادة المترعة بالحنين وحب الوطن للطبيب عثمان بشرى هدية منه ومني لقراء المجرة …….وجدتها منشورة على صفحته بالفيس بوك.

 

 

كلك حلو ..
وكلك علي بعضك حلو
في صيف العام ٢٠٠٢م والقاهرة تستعد لوداعه ..
وهي مكتظة بكل اطياف المعارضة السودانية ..سياسية وثقافية .. حتي لاتخال ان بها موضع قدم لحكومة السودان .. الا سفارتها .. بسفيرها المهذب السيد احمد عبدالحليم عليه رحمة الله .
فاذا بمسرح ليالي القاهرة يعلن .. عن حفل للقيصر كاظم الساهر .. ولما لا فكاظم امتعنا وابكانا حينما غني ليلي نزار
نفيت ..
واستوطن الاغراب في بلدي ..
ودمروا كل اشياء الحبيبات..
علي غير العادة .. امتلئت مقاهي القاهرة .. للاستمتاع بكاظم .. جلست في مقهي الكرنك وكما يفعل القوم .. وضعت امامي كوب القهوة ( قهوة مظبوط) .. استبد بي الطرب فاذا بالقيصر يغني اغنية ( كلك علي بعضك حلو ) .. الله اكبر ( ولله الحمد) .. بضاعتنا ردت لنا .. لم يفهم الجالس بجواري ما اقصد الا حينما انتهي الحفل ..
توكلت وقلت له اتدري ان بالسودان شاعر مرهف .. وملئ بالاحساس .. وفوق هذا وذاك طبيب بل مدير لادارة الطب العدلي بمستشفي الخرطوم .. له اغنية في ذات المعني تغني بها مغني ( جمال فرفور ) .. لم يقتنع بكلامي .. فوعدته ان اتي له بالاغنية في مساء الغد .. وبينما ابحث اليوم بعد تسعة عشر عاما اذا بي اجد ما كتبت ..
غني كاظم ؛
كلك علي بعضك حلو
والاحلي الخجل الل بعيونك
اما شاعرنا الفنان فكان اكثر شاعرية حينما قال
كلك حلو ..
انت الجمال
في كل معني يكملو
بعشق روائك وانوار صفاك ..
لكن جفاك والله ما بستحملوا ..
كاظم تغني بمعني ناقص ؛
تزعل او ترضي حلو
اما نحن فنغني ؛
حتي العناد فيك نقبلو
يا راقي ياب طبع حلو ..
رجع كاظم لاستعطاف المحبوبة ؛
حبي ليك حد الجنون
يكفي بعيونك الحلوة ..
اه يكفي بعيونك الحلوة ..
تشوفني وتسال عليه ..
تعال شوفوا زولنا وشاعرنا حينما قال ؛
يوم قلت ليك ..
والله غيرك مافي زول ..
شال نوم عيونا وقللو ..
انت في سماك قلبي اصطفاك ..
طالب رضاك ..
قولي كيفن اوصلو ..
في جميع النواحي الجمالية.. والمعاني الشعرية .. دعك من الالحان .. التي قد تناسب اعراق دون اخري .. تفوق د.علي الكوباني في كلك حلو علي كلك علي بعضك حلو ..
والشئ بالشئ يذكر .. ان اعلامنا قاصر ودون المستوي في عكس امكانياتنا المتواجدة في المكتبة الغنائية ناهيك عن عموم الثقافة ..
كذلك تنبع اهمية الملكية الفكرية وتسجيلها .. فاغنية د.الكوباني سابقة علي اغنية القيصر كاظم .. ولكن ياتي من يجادل في ذلك ..
يضاف لذلك ان الاهتمام بالمكون الغنائي المحلي .. هو الطريق نحو الاقليمية والعالمية .. فكل الجوائز التي حصل عليها الغناء السوداني من ذائقة ومزاج سوداني وليس ( مباراة) وجري خلف الفاضي والملان .. ( اغنيات عبدالقادر سالم واحساس وغيرها ما انتشارها الا دلالة لذلك ) .. كانت هنالك تجربة فاشلة لمجموعة من الفتيات اضحكوا علينا المشاهدين في برنامج للمواهب .( سلوت يا البنوت ).. تؤكد ما ذهبنا اليه ان المحلية نقطة الانطلاق .
اما دكتورنا وجميلنا والراقي الرقيق .. د.علي الكوباني امتداد لرصين الشعر السوداني .. متعه الله بالصحة والعافية وبكل جميل .. فقد اسعدنا وسيسعدنا بروائعه.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثمانية − 1 =