بيت الشورة
عمر الكردفاني
المؤودة
نحن معشر الصحافيين نضطر احيانا الى الكتابة بحد السكين كما قال نزار قباني وفي احايين كثيرة نختزن الكثير من الدموع التى نخفيها قسرا ولكنا نذرفها غزيرة عند الكتابة عن ذات الموضوع لذا فنحن نبكي مرتين ونموت مرارا لماساة واحدة ,خاصة عندما نرى مجتمعا باكمله يحمل سكينا ليذبح براءة طفلة ,نعن طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها ,تمد اليك يدا مطاطئة وقلبا كسيرا لتنمحها جنيها ,ابتسامتها البريئة تتلألأ على جبين مشرق ,تتملى في سحنتها التى علاها شئ من غبار الاسى ,ولكن عندما تنحدر عيناك الى قوامها الغض تكتشف انها حامل ,نعم طفلة لم تتعد الثانية عشرة حامل ومجتمع قرية باكملها يدرك هذه الحقيقة ولكن للاسف ربما ولان المسكينة (منغولية) فانها اصبحت نهبا لكل ذي نزوة الى ان حبلت وهي في هذا العمر الغض ,ومجتمع قرية باكمله يدرك انها حبلى من ذئب بشري بل هو ليس ذئبا فالذئب يصطاد احيانا بل هو خنزير قمام نتن ,لم يرحم براءتها اولا وتخلفلها العقلي ثانيا وفقرها ثالثا فهاجمها بليل او انه اغراءها ببعض الدريهمات الى ان نال مبتغاه الدنئ,الحادثة باكملها موجودة باحدى قرى كردفان وكنا رهط من الصحافيين في مهمة فنزلنا هذه القرية لناخذ قسطا من الراحة فاذا بنا امام هذا المنظر الذي لم يفارق مخيلتي منذئذ وربما الى ابد الابدين ,والسؤال الذي لم اجد له اجابة اذا كانت المسكينة مقطوعة من شجرة لا اهل لها ولا اقارب فاين شيخ القرية واين مسؤول اللجان الشعبية بل اين امام المسجد بل اين رجال القرية طرا ؟انها مسؤولية جماعية وانا مستعد ان اصحب اي جهة تريد توثيق الحادثة او التقصي عنها ويمكنني ان ادفع مصروفات الترحيل على نفقتي الخاصة فقط اريد ان ارى هذا الذئب بين يدي العدالة
ثم ماذا بعد ؟
هل نحن شعب متخاذل ؟بل نحن شعب ظالم ,ان تحدث مثل هذه المشكلة والتى اقسم انها تتكرر كل يوم عشرات المرات دون ان يحرك احد ساكنا ,الا ترى الاسر المحافظة عندما تولد عندهم طفلة او طفل متخلف عقليا كيف يحكمون حوله الحراسة ؟واذكر ان جارا لي جاء يجري الى البقالة يقود طفلته التى كنت قد اشتريت لها قطعة حلاوة وهو يصيح :وينو وينو ؟فلما اشارت لي الطفلة هدأ بحمد الله وقال لي ياخي انا اخاف عليها من الذئاب البشرية فهي متخلفة عقليا ,يومها احسست بالاسى من حالنا !!!هل يمكن ان يشتري احدهم قطعة حلاوة لطفلة بقرش حتى ينتهك عرضها ؟؟؟اعوذ بالله,اكرر انني مستعد لترحيل اي مجموعة من المختصين في المجال الى مكان الحادثة فقط ليقتصوا من هذا الذئب البشري باعجل ما تيسر