الاخبار

محمد عبد الماجد : أقلام الثورة على طريقة (الرماة) في معركة (أُحد) تركوا مواقعهم ونزلوا لأخذ (الغنائم)

150views

(1)
] يشهد الله إنا كلما بلغ منّا (التعب) عتيا ، وأصابنا (الإحباط) ، وتملك من مفاصلنا فاوردها الى (التهلكة)، نظرنا الى (الشارع السوداني) فوجدنا صمودهم مازال يمتد على امتداد صفوف الخبز والمحروقات فرحاً.
] مازالوا يحتفظون بابتسامتهم في وجوههم السمراء بكبرياء عظيم، لا يعنيهم هذا الذي هم فيه من (رهق) او (عوز).
] نستمد صمودنا – ورهاننا على الثورة من هذا (الشعب) ، واحسب انه معلمنا الاول ، وأننا دوماً نحن دون قامته فقد تغلب هذا الشعب على كل الصعاب – النظام البائد ودولته العميقة وكورونا والفيضانات وغلاء الاسعار وقطوعات الكهرباء وتردي الخدمات ومبارك الفاضل وابوالقاسم برطم وظل متمسكاً بمبادئ الثورة وقيمها ومثلها العظيمة.
] كلما فترت (عزيمتنا) منحنا هذا الشعب معنى ان نعيش وننتصر – لا اقول كلامي هذا على السبيل (النظري) وإنما اقوله على حساب الواقع (العملي)، واقر واشهد ان (الاعلام) مازال متخلفاً عن ركب الثورة ومازال بعيداً عن الشارع السوداني لا يبلغ ثنايا هذا الشعب طولاً ولا قرباً ولا شبهاً لا كفاحاً ولا لماماً.
] هناك اخفاق في المجلس العسكري وإخفاق في مجلس الوزراء. هناك تصدعات وخذلان من قيادات كثيرة في الحكومة الانتقالية…لكن الذي يجب ان نعترف به ان فشلنا في (الاعلام) في مقام هذه الثورة اكبر وأعرض، لذلك فان كل من يلاحق الحكومة الانتقالية بالفشل من اعلامنا السوداني عليه ان يعلم انه في مقدمة هذا (الفشل).. وان مدني عباس مدني ان كان واحداً في مجلس الوزراء فهو الف في الاعلام.
(2)
] لاحظت ان تدهور الاوضاع الاقتصادية وتصدع بعضها يجعل الكثير من الاقلام والبلاد تمر بهذه الازمات يقفز من قطار الثورة ليبرئ نفسه بانتقاد الحكومة الانتقالية وتوجه (القدح) لها بصورة هادمة، تجعلنا نقول ان اعلام النظام البائد لو بثت فيه الروح من جديد لما فعل في الحكومة الانتقالية هذا الذي يفعله فيها اعلام الثورة.
] متى نفهم اننا جزء اصيل من هذا (الفشل) – وان العلاج لن يكون بهذا (التعري) في النقد والملاحقة العنيفة لكل ما هو في الحكومة الانتقالية.
] لا ابرئ نفسي – كلنا جزء من هذا (التنمر) الذي اصبحنا نقدمه في الفترة الاخيرة ادعاءً لاسترداد (كرامة) الشعب، الذي يتقدم علينا بمراحل بعيدة – حقيقة الامر ان الاعلام هو الذي يفقد كرامته وليس الشعب.
] الحكومة الانتقالية في هذه المرحلة تحتاج للدعم والمساندة – ان نمد لها ألسنتنا ليس على تلك الشاكلة يأتي العلاج او الدواء.
] الذين يمارسون (الجلد الذاتي) للحكومة الانتقالية تحت غطاء نحن (ابناء المرحوم) للانقضاض على ورثته عليهم ان يعلموا ان هذا الذي يفعلونه ليس فيه (شجاعة) وإنما فيه تراجع وانتكاسة وتحمل للمسؤولية.
] ترهقنا صفوف الخبز – مازالت الحكومة عاجزة ان توفر للناس لقمة (العيش) من غير (صف) – تستفزني قطوعات الكهرباء في اوقات لا يقصد بها إلا (الاستفزاز) – صفوف البنزين تمتد ولا تترك شارعاً او (زقاقاً) إلا وتخللته – الحصول على (انبوبة غاز) اصبح اصعب من الحصول على (اللوتري) اذ لا يمكن لك الحصول على (انبوبة غاز) إلا عبر سلسلة وإجراءات مراحل (اللوتري)…لكن كل ذلك لن يسقط رايات الرهان على الثورة – لو كان (الجحيم) عدلاً فمرحباً به، طالما هو يخرجنا من (نعيم) الكيزان الفاسد والزائل.
(3)
] في معركة أُحد أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام (الرماة) بأن يتمركزوا على جبل يقع على الضفة الشمالية، وقد سُمّي هذا الجبل بعد ذلك باسم (جبل الرماة)، حيث قال الرسول لقائدهم: (انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك»، وقال عليه الصلاة والسلام للرماة: احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا). عندما رأى الرماة أنّ المسلمين انتصروا، أخذ الرماة ينادون بعضهم ويقولون: (الغنيمة، الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟) ولكن قائدهم حاول تذكيرهم بأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم التحرّك من مكانهم، إلا أنّ حبّ الدنيا غلبهم، وتركوا مواقعهم ونزلوا لأخذ الغنائم، عند ذلك أصبحت ظهور المسلمين مكشوفة للمشركين، واستغل خالد بن الوليد هذا الموقف، حيث كان خالد بين الوليد حينها من المشركين ولم يدخل الإسلام بعد، وقد أعطى أوامره باللحاق بظهور المسلمين، والالتفاف حول الجبل الذي كان يقف عليه الرماة، وتمّت الإحاطة بالمسلمين من الأمام والخلف).
] اقلام الثورة وحماتها ورماتها الآن يتركون مواقعهم ليتركوا ظهر الثورة (كاشفاً)..فيتهافت بعضهم على (الغنائم والمناصب)، وبعضهم يريد ان يثبت (مهنيته واستقلاليته) وهو لا يدري ان هذه الثورة يتربص بها حتى اهلها.
] هناك اخطاء (فردية) وقعت فيها الحكومة الانتقالية– تبقى في حدود (الفرد) يجب عدم اطلاقها جزافاً هكذا لتنال من (الثورة).
] لقد قرأت لأقلام مناضلة تحسب على الثورة سخريتهم من أي شيء من مدني عباس مدني ومن والي النيل الابيض اسماعيل وراق ومن رئيسة القضاء ومن (التطبيع) ان حدث او ان لم يحدث ..لم يسلم منهم حتى (المؤتمر الاقتصادي) الذي اطلقوا عليه رصاصهم وهو في (مهده).
(4)
] بغم /
] دائماً تبقى الإشراقات- اخيراً السلطات تسمح للواء المعتقل محيي الدين احمد الهادي بالسفر للقاهرة لتلقي العلاج. هذا اجتهاد يحسب لصفحة (مونت كارو) التي تابعت هذا الامر مع قضايا اخرى نتمنى ان تشملها (عدالة) الثورة.
] هناك اعلام مُخذل ومُحبط – لكن في نفس الوقت هناك اعلام يبحث عن الصواب والعدالة ينتقد ويصوب ويهاجم دون ان يفتح للإحباط باباً.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × 2 =