الاخبار

هاجر سليمان : حرب ضد الدولة

253views

جميعنا تابعنا الركود الذي يشهده جهاز الامن الوطنى في هذه الفترة من عمر البلاد، وهذا الفتور والتكاسل كان سبباً في ظهور كثير من الظواهر السالبة التى كان الامن في السابق يعمل على محاصرتها والقضاء عليها في طورها المبدئي، قبل ان تصبح ظاهرة متكررة الحدوث. ولعل العملية الامنية بالبلاد لا تتأتى الا بتناغم كامل بين الجهات النظامية المختلفة، وانى لأحسب ان حكومة (قحت) كان همها الاول تفكيك واضعاف الاجهزة الامنية بالبلاد، والدليل على ذلك انها قامت بانفاذ اجندة مخابراتية دولية تمكنت من خلالها من تفكيك ادارة العمليات، وهذه الادارة كانت تضم فرساناً اقوياء قادرين على القتال لآخر نفس، فدماؤهم حارة، ولا يرتضون اغتصاب اراضى الوطن واستباحتها من قبل الغرباء، وتم انفاذ المهمة والتفكيك بنجاح وقبض الثمن، ثم اتجه ناشطو الحكومة الذين يقومون بانفاذ اجندتها لاضعاف الشرطة والجيش، حيث تم اصدار كشوفات احيلت بموجبها اعداد كبيرة من القوات للتقاعد، واى مسؤول لديه خلاف قديم مع ضابط سعى لتصفيته من خلال الاحالة للتقاعد، حتى أن كشوفات اسماء الضباط الذين احيلوا للتقاعد حملت في طياتها فضائح، اذ ان هنالك ضباط كتبت اسماؤهم بالالقاب في كشوفات الاحالة، وهذا لا يحدث الا من ألفة فصل مدرسي وليس جهازاً حكومياً ونظامياً طابعه الدقة والتنظيم.
وما لا تعلمونه فإن جهاز الامن هو جهاز امن دولة وليس جهاز حكومة، وان كان الجهاز قد تم استغلاله بصورة سالبة ابان الحكومة البائدة فهذا لا يعنى بالضرورة انكار دوره الايجابي في الكثير من قضايا الوطن وحماية المجتمع، والآن نحن بحاجة ماسة لاعادة تفعيل وتكثيف دور جهاز الامن، خاصة في القضايا التى تهم المجتمع السودانى .
فنحن بحاجة لاطلاق يد جهاز الامن واطلاق يد الشرطة ليعمل الطرفان فى تناغم تام، وذلك في ما يتعلق بالكثير من القضايا وابرزها قضايا المخدرات، وسيأتى علينا يوم نفقد فيه ابناءنا، ونحن نرى الآن الوفيات المفاجئة لشبابنا وهم في سن العطاء، ولا احد يسأل عن اسباب تلك الوفيات المفاجئة، وان كنتم لا تعلمون فإن اعداداً كبيرة من اولئك الشباب يموتون بسبب تعاطى جرعات زائدة من المخدرات، او بسبب تلف الكبد والسكتة القلبية والدماغية التى يسببها تعاطي المخدرات.
ان مجتمعنا حتى الآن لا يعلم مدى خطورة تفشي المخدرات وسط الشباب وخاصة طلاب الجامعات والثانوى، وحتى طلاب الاساس لم يسلموا من تلك السموم القاتلة، لذلك نحن نطالب بصورة عاجلة باعادة تمحيص قانون المخدرات، وان ترصد ميزانيات ضخمة لشرطة مكافحة المخدرات وإدارة مكافحة المخدرات التابعة لجهاز الامن الوطنى، وان تطلق ايديهم لانفاذ القانون والقضاء على مافيا المخدرات بالسودان، والآن كولمبيا والبرازيل والدول التى تشتهر بتصنيع اخطر انواع المخدرات اتجهت انظارها للسودان، وحتى الدول المجاورة المنتجة للمخدرات والمخدرات القادمة من دول الهلال الخصيب، باتت تستهدف السودان ليس لانه معبر فقط كما يظن الواهمون، ولكن لارتفاع نسب التعاطى وسط افراد المجتمع، اضف الى ذلك ان المخدرات احد انواع الحروب الباردة التى تستهدف بها الدول، ولدينا معلومات عن دول مجاورة انشأت معامل ومصانع لتصنيع المخدرات المخلقة والكوكايين والهيروين والافيون والكبتاجون وغيرها من المخدرات، وتستهدف فقط السودان لتدميره من خلال تدمير شبابه ووقف عجلة التنمية، والآن النتائج واضحة للجميع .
حاجة أخيرة:
وشر البلية ما يضحك، فمن اللامعقول ان يُعطل جهاز كامل بعدته وعتاده ورجاله وقوته كجهاز الأمن، من أجل ارضاء الرجرجة والدهماء وحثالة الساسة .

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

عشرة − 7 =