ترجل المخرج الكبير الاستاذ سيف الدين حسن (مخرج سلسلة أرض السمر الشهيرة)عن سيارته البوكس دبل قبين قبالة جسر المنشية عابرا الجسر الشهير راجلا، والسبب لم يكن واحدا بل سببين الأول شح الوقود حيث صرح بأنه من غير المحظوظين في الحصول على الوقود والثاني إن الجسر مغلق بأمر ثوار منطقة الجريف على خلفية مقتل ثائر في أحداث 21اكتوبر.
الفيلم على قصره أو قل هو تسجيل شخصي وليس فيلما الا انه حمل العديد من الدلالات التي رسمها المبدع سيف الدين بالعرق والمشي راجلا كل هذه المسافة
من ناحية فنية بالرغم من أن الرجل لم يصرح بأن هذا فيلم بالمعنى الحرفي للفيلم الا انه استخدم تقنية الاعتام لإظهار الحال العام إذ كانت معظم المشاهد يخيم عليها الظلام كما أنه ركز على معاناة المشاة رجالا ونساء في عبور الجسر،وعلى الجانب الآخر اظهر ثوار الجريف وهم يتخذون من الجسر الذي كان يخدم أكثر من ثلاثة ملايين عابر تقريبا….اتخذوه مسكنا بكل ما تعني الكلمة ما يعيدنا إلى مشهد اعتصام القيادة العامة الذي أغلق شارع القيادة وجسر بحري لعدة أشهر.
الرسالة التي حملها المشهد الذي أراده صاحبه مشهدا قصيرا يفضفض فيه عن مشاعره واعتبره انا قطعة فنية …..تلك الرسالة يجب مناقشتها من كافة الجوانب خاصة وأنها رسالة من مخرج نال أكثر من أربعة عشرة جائزة عالمية عن الفيلم الوثائقي.