الاخبار

تعثر مفاوضات السد .. (تقاطعات سياسية)!

198views

تتوالى حلقات مفاوضات سد النهضة اللانهائية بين مصر وإثيوبيا والسودان بالفشل، وقد أعلن وزير الري ياسر عباس، عن رفضه استئناف التفاوض حول ملف سد النهضة “بالمنهج القديم”، مشددًا على أهمية إعطاء دور أكبر للخبراء للمساهمة في حل الأزمة، مع عدم مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق”.
مشددا على تمسكه بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد كوسيلة للتوصل لاتفاق ملزم وفقًا لمنهجية جديدة تمنح دورا أكبر لخبراء الاتحاد”.
نقطة تفاؤل وغموض
لكن نجد ان الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي يزيد الغموض حول مصير مفاوضات سد النهضة ، خاصة بعد شن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حملة عسكرية واسعة النطاق، وإرسال قوات وطائرات حربية إلى إقليم تيغراي الفدرالي لمواجهة سلطات الإقليم هناك التي اتهمها سابقا بالهجوم على قاعدتين للجيش الفدرالي في المنطقة.
وأثار هذا الصراع مخاوف وتفاؤل الكثير من المصريين والسودانيين، وعلقوا عليها آمالا في أن تشكل ورقة ضغط على حكومة أديس أبابا «المتعنتة» في عمليات مفاوضات السد، وتمسكها بعدم التوقيع على أي اتفاق قانوني أو سياسي ملزم والتي قد تضعف الموقف الإثيوبي ولعل الأحداث تلقي بحجر في مياه مفاوضات الراكدة منذ سنوات.
فكا ضغوط
ويرى خبراء أنه من المؤكد ان يؤثر الصراع في إقليم تيغراي على المشاريع التنموية في إثيوبيا وفي مقدمتها مشروع سد النهضة، لجهة ان التوترات الداخلية قد تضعف الموقف الإثيوبي في مفاوضات السد ، بسبب خوف الحكومة من الوقوع بين فكي الضغوط الداخلية المتمثلة في الحرب في إقليم تيغراي والضغوط الخارجية من مصر والسودان والاتحاد الإفريقي للتوصل لاتفاق بشأن سد النهضة.
بينما يرى المختص في الشؤون الإفريقية عطية العيسوي، أن الجانب الإثيوبي سيستغل التوترات في إقليم تيغراي كذريعة للمماطلة في عمليات مفاوضات سد النهضة، وأنها قد تؤجل المفاوضات شهورا كما حدث في 2018، عندما حدثت تغيرات في السلطة الإثيوبية أتت بآبي أحمد إلى رئاسة الحكومة.
زيادة تعنت أديس أبابا :
وقد استضافت البلاد جولة اخرى من المحادثات بين الأطراف الثلاثة في مطلع شهر اكتوبر، بدعوة من دولة جنوب إفريقيا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقى.
وهو ما دعا الكاتب والمحلل السياسي الإثيوبي عبد الشكور حسن إلى القول إن النزاع في إقليم تيغراي قد يؤدي إلى زيادة «تعنت» الموقف الإثيوبي» و»تمسكه بمطالبه وحقوقه في سد النهضة».
خلافات قديمة
ويدور الخلاف بين الأطراف الثلاثة، حول كمية المياه التي ستطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات وكيف ستحل الدول أي نزاعات مستقبلية. لكن إثيوبيا ترفض التحكيم الملزم في المرحلة النهائية.
وقد أصبح الملف أكثر تعقيدا بعد إعلان إثيوبيا في 21 يوليو أنها حققت نسبة الملء التي تستهدفها في العام الأول، على الرغم من عدم توصلها لاتفاق بعد مع دولتي المصب مصر والسودان، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
قناعات راسخة
وأكد الخبير الأمني محيي الدين محمد ان للحرب الأثيوبية تأثيرا على توجهاتها بشأن سد النهضة فهناك قناعة تتشكل لدى الحكومة الأثيوبية بأن هناك أياد خارجية في هذه الحرب تريد استغلال النزاع لسلب المفاوض الإثيوبية كروتا في عملية التفاوض، وتوقع ان تميل إثيوبيا الى التشدد في موقفها بخصوص السد لان الاثيوبيين يعدونه مشروعا قوميا يخدم تماسك كيان الدولة، علاوة على أن المفاوض الإثيوبي يراهن على استمرار التفاوض لأطول وقت لان طول الزمن يخدم توجهاتها الرامية لفرض الأمر الواقع.
ونبه محيي الدين الى ان قضية النزاع في التقراي تجعل حكومة آبي احمد مواجهة بتحد لتقوية اللحمة الوطنية في وجه التشرذم والخلاف الذي بدأ يطل من الأقاليم وذاك الأمر يتحقق من خلال خلق زخم حول الموقف من السد لكسب تعاطف الشعب الذي تدغدغ الحكومة مشاعره بوجود مؤامرة تستهدف وحدته.
وذكر في حديثة لـ (الإنتباهة) ان إثيوبيا ستمضي في ملء السد والإصرار على عدم القبول بالشروط المصرية بخصوص إدارة السد وإلزامها بوقف الملء في سنوات الجفاف الممتد والتمسك بضرورة مناقشة الوضع عاما بعام مع الإصرار على تقسيم حصص المياه لضمان حق إثيوبيا مستقبلا وإلغاء الانصبة السابقة التي حددها اتفاق تقاسم مياه النيل الذي يتمسك به السودان ومصر.

الانتباهة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

تسعة + ستة عشر =