المقالات

“رحله في الولاية الشمالية .. في رحاب المناصير” “م.علي تونجا علي”

574views
كلفتني سكرتاريه تجمع الاجسام المطلبيه(تام) بأن أنوبّ عنهم عند الأهل المناصير، في انعقاد مجلس المتاثرين بقيام سد مروي، الخيار المحلي في جلستهم الأولي عقب انتصار ثوره الشباب.
وانا دوما ادعي أني زرت وتعرفت علي أكبر وأكثر رقاع السودان الجغرافية ولكن وجدت نفسي ضئيلا عندما توغلت عربات الدفع الرباعي في تلك الفيافي الممتدة شرقا من كريمة متجهة الي ابوحمد مرورا بام حراز .
كلفوني ولكن من حيث ارادوا فقد شرفوني بحضور ذلك المجلس الباهي، بوجود أهل الحكمة والرأي ووجود أهل الصبر والمثابره .
حسنا فعلت سكرتارية المجلس متمثلة في الأخ اسامه عمر، وأحمد النزير، أن فتحت أبواب المجلس لكل القواعد من الحاضرين من ابناء المنطقة، فزانوه ضياء وهيبة بحماسهم ونبراتهم، وقسمات وجوههم الشاخصه نحو مقبل الأيام، فكان المجلس ملتهبا أزال عنّا برودة الأجواء هناك، وقسوه الشتاء المعلومه في شمال السودان.
ان الدور التاريخي الذي لعبه مجلس المتأثرين بسد مروي الخيار المحلي في تثبيت الخيار المحلي كان عظيما، وسيكتب لكل أعضاءه حروف من نور في صفحات تاريخ المنطقه .
أن الحوارات المجتمعية عقب ثورة تحقيق الاحلام السودانية في التاسع عشر من ديسمبر، أثمرت عن واقع جديد اقتضي أن يمر هذا الجسم بفترة انتقالية، تراضي المجتمع علي نفر كريم من ابناءه في لجنتين، إحداهما استشارية وأخري تنفيذية طابعها شباب ثوري، وجب علينا كتجمع أجسام مطلبية دعمهم واسنادهم بالشكل الذي يليق وعظمه نضالهم ومجاهداتهم وكبر المسؤليه علي الملقاه علي عاتقهم .
اننا في تجمع الأجسام المطلبية، وكما أعلنا في ميثاق الحقوق والواجبات، أيضا أعلنّا هناك من البحيرة، ورئاستها مدينة البحيرة، أن نكمل مع الرفاق في اللجنة العمل علي تحقيق كامل أهداف المجتمع المحلي، وفق خطواتهم في خيارهم المحلي.
ان التوافق المجتمعي الذي تم يقتضي أن يكون هناك جسم استشاري ولجنة تنفيذية ثورية وشبابية، لهو درس آخر يقدمه أهلنا في المناصير لذاكرة النضال السودانية، بعد أن قدموا اعتصام المئة يوم في الدامر، وكان رصيد لقيام أعتصام القيادة العامة، فهكذا ثراء التجارب السودانية نحو تحقيق دولة الكرامة والعز والنضال، فقد تجاوز المجتمع كل عاهات الزمن الانقاذي الغابر وشرع يرفد البيئة السودانية بخبراته النضالية المعلومة للجميع .
استاذ الأجيال، عمنا النذير ياسين، افتتح المجلس بتلاوة من القرآن الكريم، وحدثنا عن تاريخ ناصع للمنطقة، حيّا الثورة التي أنهت الغطرسة، كما حيّا السودانيين جميعا عبر المجلس بأعياد الاستقلال وأعياد الثورة، ترحم علي شهداء الثورة بل واصل احتفاءه بأعياد الميلاد المجيدة في وجدان انساني راقي .لم ينسي استاذ الأجيال النذير ان يذكرنا بكتابة تاريخ المنطقة، وطالب ألا ينسي الناس التاريخ وتخليده عبر الأنشطة وضرورة ابراز الفلكلور والغناء .
لن اكتب عن الكرم في هذه الرحلة، فقد عدت غانما الكثير من المعاني الملهمة، ولكني دوما أسير الحماسة السودانية التي تزيين سلوك السودانين، وقد وجدتها مضاعفة هناك، زاد من قيمتها تصافي وتصالح مجتمعي قوَّته ظروف قهر دولة الانقاذ، حينما غمرت أراضيهم في غفلة، واستفردت بهم بجبروتها وصلفها مستهدفة ترحيلهم، ونزع أراضيهم، وضرب نسيجهم الاجتماعي فكان ردهم مزيد من التضامن والتلاحم، في مسيرة وجب علي كل منتجي الفنون الغنائية والقصصية والدراما وغيرها أن ينهلوا منها .
جزيل شكري للقائد سعادة اللواء عثمان خليفة وأركان حربه السابقين واللاحقين، وللاخ الرفيق محمد خير تحياتي واحترامي.
وأردت أن أختم بالمثابر صاحب الرصة والمنصة، الأخ عبدالعاطي، والتقدير للمناضل محمد عمر الدمري الذي حسم النقاش بموقف متسامي لا يصدر إلا من كرام القوم .
الحديث ذو شجون ولا يملّ عن هؤلا القوم النوارس ونختم ببيت شعر يقول .
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً * رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ * تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

واحد + 18 =