المقالات

“حـقــــائــــق (44)” .. “حقائق مريرة” .. عبدالله الصغيرون

472views
saghirbably@gmail.com
خلال الايام الماضية شهدت العديد من مدن البلاد احداثاً امنية مؤسفة، دفع فيها عدد من ابناء الوطن حياتهم ثمناً لأشياء لا تستحق ان تزهق فيها الارواح ( تقبلهم الله في عليائه واسكنهم أعلى الجنان )، أصابت تلك الأحداث العديد من بني وطني بجروح غائرة لا يستحقونها، فلهم الدعوة بالشفاء العاجل والعودة الى حياتهم الطبيعية .
أحداث الجنينة التي فاقت حد التصور والخيال، جعلت الدولة على أعلى المستويات فيها، اضافة الي قيادات الولاية في اجتماعات متواصلة، ومساعٍ حثيثة لإجتثاثها ومنع حدوثها مرة اخرى بتطبيق القانون على المجرمين الذين شاركوا في هذا الجُرم، وهي احداث اجرامية قامت بها مجموعات اجرامية لا علاقة لها بالقبلية كما راج في بادئ الامر، والدليل ان الذين قتلوا او اصيبوا او تضرروا فيها؛ لم يكونوا من فئة محددة بل من مجموعات عرقية او قبلية مختلفة الأمر الذي يؤكد حتمية المشكلة الجنائية، لذا قررت الأطراف المتضررة والسلطات الرسمية بقيادة عملية الحل عبر القنوات القانونية والجنائية. علينا ان نعمل على مساعدة اللجنة التي تم تشكيلها لتقصي الحقائق. وهي مفتوحة للجميع بمقر عملها في المكتب المركزي. عليه يجب على كل من له ادلة ومعلومات تمليكها لتلك اللجنة حتى لا تضيع الحقوق .
حقيقة التغيير
شهدت البلاد تغييراً باقتلاع النظام البائد بثورة شعبية اتسمت بالسلمية والوعي بالحقوق والواجبات، حتى نجحت الثورة السلمية ولكنها بقيت حبيسة الخرطوم في تغييرها ولم تصل الولايات إلا القليل منها. عندما وضعت الحكومة الانتقالية أمر السلام في مقدمة اولوياتها كانت استراتيجية جيدة، الا انها تحتاج الى العمل في الميدان وليس من المكاتب الفارهة، فاحداث الجنينة دلالة على بُعد خطط الحرية والتغيير في بناء السلام عن الواقع، فالمنطقة مثلها مثل العديد من المناطق عانت حروباً عملت على تفتيت النسيج الاجتماعي، وتضررت مجموعات كبيرة بعتمة الرؤية وانسداد الافق إبان الحروبات التي كانت مسرحها تلك المناطق، ومنها الجنينة، بحكم انها رئاسة ولاية تأثرت بالحرب، فلماذا لم توظف الحرية والتغيير الطاقات لبناء المجتمع ونشر الوعي وشرح معنى الحرية بدقة متناهية لإبعاد الناس عن رد المظالم باليد، انتقاماً لفترة عاشت فيها تلك المناطق ظلماً فادحاً بفضل سياسات تلك الحقبة، لتتحول القضية الى رد الاعتبار بالقوة ( فش الغبينة ) فلماذا لم تضع الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية، اولويات بناء المجتمع الذي تأثر بالظلم؟ ولماذا لم تشرح للبسطاء معنى الديمقراطية ودولة القانون والعدالة التي تتحدث عنها كثيراً ؟؟؟ هل النتائج المرجوة من الوصول للسلام مع الحركات الثورية تزيل الغبن والاحتقان الموجود في المجتمع ؟؟ ام اننا نؤمن بالمقولة الشهيرة ( سلام في الرادي والدواس في الوادي ) ؟؟؟… حتماً بهذه الطريقة لا نجد طريقاً للعيش بسلام وتحقيق دولة القانون والعدالة. فعلى السلطات القيام بدور أكبر من الادوار الخجولة التي نراها من أجل بناء المجتمع وتوعيته، للإحتكام الى القانون في حال السعي لرد الحقوق والمظالم. الامر الاخطر ان أحداث الجنينة التي خرجت عن عادات وتقاليد المجتمع، اظهرت وجود السلاح في أيدي المواطنين، وهذا يؤكد فشل حملة جمع السلاح في الفترة السابقة فعلي الدولة اعادة النظر في ذلك من اجل تمهيد ارضية صالحة للسلام والوئام .
حقيقة تكافل
اقدمت القطاعات المختلفة في الولاية ومن معظم أنحاء البلاد علي تقديم المساعدات للنازحين من معسكر كريندنق الى المدينة، في المساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية وبعض المنازل، تضامناً معهم فقد هب الشباب بمبادرات لنشر الوعي والمرأة لتقديم الغذاء والأطباء في الطب وعلم الاجتماع لمعالجة المرضي والنفوس والمجتمع عامة، في الغذاء والكساء والايواء، فضلاً عن استقبال الجنينة لقوافل الدعم حتى اللحظة، من تندلتي في الحدود الغربية ومورني وزالنجي حاضرة وسط دارفور، وقافلة القومة للجنينة من الخرطوم، وابناء السودان في المهجر، ووفقاً للمعلومات فإن قوافل شمال وجنوب دارفور في الطريق. نزجي التحية والتقدير لرسل الانسانية، فإنها حتماً الخصال الحميدة لشعب يعرف معني المعاناة والسبل الكفيلة باغاثة الملهوف وتجاوز النكبات بعزيمة وتكافل ووحدة الجماعة …
دعـــوة :ــ
عندما تأتي المصائب على منطقة فإنها لا تعرف الفرق بين الاخضر واليابس، دعو الخلافات جانباً وحكّموا العقل للوقوف مع كل جهد يعمل على ازالة اثار الاحداث الشنيعة المؤسفة، فنعمة الامن والسلام والطمأنينة لا تدوم في ظل وجود الاحتقان المجتمعي، دعو القانون يفصل في المظالم ودعو الناس تعيش في سلام ووئام، وهنا اخص بالدعوة ( فضلاً وليس امراً ) احكموا العقل فإن مثل هذه الاعمال تُفقد اسراً تعيش بسعادة رغم شظف العيش وليها وراعيها او فلذة كبدها وتدخلها في دوامة الحزن … اتجهوا نحو الاصلاح المجتمعي وانشروا الوعي بين الناس فلا أحد أفضل من غيره فكلنا سواسية امام الله والحياة والقانون … انبذوا كل ما يدعو للحرب والنعرات والحمد لله ان الولاية مليئة بالحكماء فليتقدموا الصفوف لأصلاح ما افسدتها السياسة في النفوس …. الرحمة والمغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى … ودمت يا وطني آمنٌ مستقر تحكم بالعدالة لرد الحقوق والمظالم الى اهليها وان يجد كل مجرمٍ جزاءه من الحساب والعقاب …
حقيقة قديمة متجددة :ــ
متى يكتمل طريق الانقاذ الغربي ؟؟؟…

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

عشرين − خمسة عشر =