أكد المحلل السياسي د. محمد إبراهيم كباشي ان تجربة النظام البائد كانت تجربة الإسلام السياسي وأثبتت الفشل ، وأوضح ان علمانية الدولة في الوقت الراهن تقود الي علاقة الدين بالدولة ، وقال ان القضية هي قضية نخب ومثقفاتية فقط وتستند علي الأساس الفلسفي والتشريعي ،وأضاف كباشي ان العلمانية الان جزء من مفاوضات السلام واقحام هذا الملف من اجل تحقيق مكاسب سياسية ويمكن حسمها مثلما تم الحسم في ملف تقرير المصير ، وأشار الي ان الدولة تقوم علي أساس المواطنة مع احترام الحريات وتحديدا الحريات الدينية وممارسة العقائد وممارسة حرية الراي والتعبير والتنظيم والتي تنجح في الأسس المتعارف عليها . ويرى كباشي ان العلمانية هي ليست عدم ممارسة الشعائر الدينية الصوم او الصلاة وانما هي فكرة علمية وعقلانية وقانونية ومساواة تتضمن كافة المفاهيم ، بعيدا عن سياسة منع الشعائر وغيرها ، وقال البعض ينظر الي العلمانية علي انها ( فوضي ) وتحمل ثقافات الغرب ولكن ما هو سائد في دول الغرب لا يوجد منع للشعائر الدينية بينما يتم الاحتفاظ بأسس المواطنة وتحقيق العدالة وتنفيذ الحريات بكافة مضامينها ويضيف ان التصور الخاطئ هو ما وضعته الجماعات الإسلامية فيما يسمي بالإسلام السياسي الحركي . وجزم كباشي ان المجتمع الان غير مشغول بجدل العلمانية وانما مشغول بقضايا أساسية ويتفاعل معها من معاش الناس وغيرها من القضايا الأساسية. وطالب وسائل الاعلام بتسليط الضوء علي مفهوم العلمانية وتوضيحها من خلال فتح منابر للحوارات من اجل تشكيل الوعي الكامل بعيدا عن قضايا الكسب السياسي . ووصف العلمانية (بالفزاعة ) وقال الكل يستخدمها بطريقة مختلفة من اجل مصلحته ، ويضيف كباشي ان الثورة ارست قواعد ووضعت لبنات وقد حاول البعض تغبيش الوعي حول المفاهيم وعمق المفهوم والممارسة . ويرى كباشي ان هناك جدل واسع حول العلمانية بين الدولة الإسلامية وقيام الدولة المدنية ، وكيفية إدارة نظام الحكم وقال كباشي ان هناك سجال واسع بين الحركات الإسلامية و التيارات العلمانية بينما يرفضها الإسلاميين ويراها البعض مقبولة ، وقال ان فكرة الدولة علي حد وصفة بالغربية ،وأضاف ان هناك فرق بين دولة المدينة ودولة المدنية في صدر الإسلام ، وهناك فرق بين مفهوم الدولة ومفهوم الامة وهذا ينطلق من منظور الجماعات المتطرفة هذه التناقضات في الفكر أسهمت في تشويش الرؤية وتغبيش الوعي ، وأشار كباشي الي ان المجتمع الان يمر بمرحلة التوهان . واشار الي ان المجتمع الان بعيد عن مرحلة التوازن وطالب كافة الجهات المعنية والأجهزة المختصة ووسائط الاعلام ووسائل السوشيال ميديا برفع مستوى الوعي و بتضافر الجهود وتبني مواقف واضحة علي المدي المرحلي والاستراتيجي.
