وضع محللون سياسيون عدة سيناريوهات للسودان في ملف التطبيع مع اسرائيل بعد لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخير ، مضيفين ان السيناريو الأسوأ الذي ينتظر المشهد السوداني يتمثل في احداث احتقان سياسي كبير فيه بسبب حالة الاستقطاب السياسي الحادة في المواقف بين المكونات السياسية خاصة في (الحاضنة السياسية) للحكومة الانتقالية والتي تباينت مواقفها من خطوة لقاء البرهان بنتنياهو ناهيك عن اكتمال ملف التطبيع مع اسرئيل . السيناريو الاسوأ كما سماه محلل سياسي فضل حجب اسمه يلوح في الافق من خلال بيانات الرفض لخطوة اللقاء من قبل الحزب الشيوعي والتي ادان فيه الخطوة وهي ادانة تعني بحسب المحلل بداية النهاية لشهر العسل بين المكون العسكري والمكون المدني بقيادة الحزب الشيوعي في الحكومة الانتقالية مضيفا بأن الامر مرشح بالتطور واعلان قوى الحرية والتغيير رفضها القاطع لتلك الخطوة وخروجها إلى الشارع وبالتالي خروجها من الحكومة الامر الذي سيعيد الاوضاع الامنية والسياسية إلى مربع ما قبل الاتفاق على الوثيقة الدستورية . وامتدح المحلل السياسي خطوة قيام الرئيس البرهان باصداره بيانا توضيحيا حول اللقاء وتقديميه توضيحات حول اللقاء ودفوعات وصفها بالمقنعة والقوية والتي نزع فتيل الشارع الذي حاولت جهات اثارته على الخطوة متوقعا بأن يمضي المعسكر المناوىء للخطوة في اتجاه المزيد من التصعيد لرفضها وذلك بالتصعيد الجماهيري عبر مواكب مليونية للضغط على الرئيس البرهان حتى يتراجع عن إي خطوة تقارب اضافية مع دولة اسرائيل. وارجع المحلل السياسي موقف الحزب الشيوعي إلى مواقفه المبدئية من القضية الفلسطينية واعتبار اسرائيل دولة محتلة و مغتصبة مشيرا إلى ان الحزب الشيوعي اوضح موقف عبر عنه خلال مؤتمره الرابع بدعم قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس ورفضها لكل خطوات التطبيع مع دولة اسرائيل . وحول دلالات الخطوة الاسرائيلية الاخيرة يقول- ان إسرائيل تريد الخروج من العزلة المفروضة عليها في الشرق الأوسط بعد ان رفض جيرانها العرب والمسلمون الاعتراف بها كدولة رغم وجود حليف لها مثل الولايات المتحدة لكنها آثرت التعامل مع المجتمع الدولي كدولة معترف بها دوليا ودبلوماسيا على كافة الأصعدة السياسية لافتا الى أن دول إفريقية عديدة اعترفت بوجودها من أجل أيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها لانها دولة صناعية بجانب الخروج من حالة العزلة والبحث عن عمق استراتيجي يحمي مصالحها خلف دول الجوار لها. مشيرا إلى أن إسرائيل تعتبر دول الجوار أعداءها مشيرا الى ان علاقتها الجيدة مع دول (جنوب السودان وأثيوبيا واريتريا) والتي ترى من خلالها تطويق للدول العربية بعمق استراتيجي يحميها لكنها تستمر في البحث عن المزيد من الحلفاء والأصدقاء في أفريقيا لمساندتها في أروقة مجلس الأمن عند أي حدث أو مخالفة ترتكبها ضد فلسطين، ولذلك طبقت في أفريقيا برنامج يسمي (المشافا) قدمت خلاله منح تدريب ودراسة ودعم لوجستي لبعض قادة الدول لضمان ولائهم في المستقبل كما فعلت مع قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان في الماضي . منبها الى ان علاقة اسرائيل بافريقيا قديمة منذ سبعينات القرن الماضي عندما سعت لتمتلك صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية لكن الطلب الإسرائيلي قوبل بالرفض التام بعد حرب النكسة و عادت في الثمانينات الى أفريقيا بعد ان اصبح لديها (24) مكتبا وقنصلية في دول أفريقي وانصب الافارقة يبحثون عن مصالحهم ، ويعتبر الاكاديمي ان العلاقة التي ظهرت للعيان بين اسرائيل وتشاد كانت منظمة ومخططا له منذ بداية الألفية الثالثة وان زيارة ديبي الى إسرائيل تأتي في سياق المصالح التشادية كما إسرائيل أيضا تريد ارسال رسالة الى السودان انه اذ لم يطبع فان جميع دول جواره أصبحت معهم. أول شرط وحول دواعي لقاء البرهان بنتنياهو اوضح المحلل السياسي ان إعادة العلاقات بين السودان وإسرائيل ، كان أول شروط للتطبيع بين الخرطوم وواشنطن منذ اندلاع العداء بين السودان والولايات المتحدة في مطلع تسعينيات القرن الماضي واستمر نفس الشرط في كافة مسارات الحوارات الثنائية بين البلدين قدمت فيه حكومة الخرطوم جميع التنازلات وأوفت بكافة الشروط عدا شرط اسرائيل وعاد الشرط مرة اخرى في الشروط الـ(6) الأولى للتطبيع بين الخرطوم و واشنطن في مرحلة الحوار الاولى بين البلدين التى بدأت في 2015م رغم ان الحكومتين لم تعلنا ذلك بشكل رسمي لكنه كان احد أهم بنود النقاش في الحوار الوطني السوداني الداخلي، بيد انه سقط بعد ان نال (7)% من الأصوات ، ويرى ان الغريب ان العقوبات الامريكية رفعت عن السودان لاحقا بشكل رسمي في اكتوبر 2017 لكنها ظلت “معلقة” بسبب غموض حكومة السودان ازاء إعادة العلاقات مع اسرائيل رغم التعاون السوداني مع الولايات المت حدة الامريكية في كافة المجالات وتنفيذ كافة البنود الـ(6) عدا إعادة العلاقات مع اسرائيل .