في أول رد فعل من مسئول سوداني عقب لقاء البرهان نتنياهو، تقدم السيد رشاد فراج الطيب مسئول العلاقات الخارجية بالمجلس السيادي باستقالته، والمدهش ان خبر الاستقالة كان مبذولا على وسائل التواصل الاجتماعي تعززه صورة لها وتوضيح لأسبابها، الخبر والتوقيت وطريقة النشر تشير الى محاولة لفت الانظار والبحث عن نجومية وتوظيف الحدث، لفت نظري ان المستقيل ابن العالم والعلامة السوداني الأديب الفخيم فراج الطيب، فكانت فرصة جيدة للترحم عليه وأحياء لذكرى رجل ابدع وهو يقدم لنا فصيح الكلام وبليغ البيان في البرنامج الاذاعي المعتق لسان العرب، ومع ان المقابلة بين البرهان ونتنياهو لم ولن تمس معاش الناس وهمومهم الحياتية ولا تنعكس عليهم سلبا من الناحية الاقتصادية الا أن الرجل اختار الاستقالة وهو يعلم أن معارضة اللقاء تأتي على خلفية روحية بالدرجه الأولى، ولما كانت الاستقالة مدخلا تبرز أسئلة منطقية حول انفعالات الجهاز التنفيذي تجاه اللقاء المثير للجدل فلم نسمع باستقالة وزيرة الخارجية على الرغم من تأكيدها بعدم علمها بما جرى وهو من صميم اختصاصها. وكذلك لم يستقيل رئيس الوزارة وهو أيضا نفى علمه، وهناك العديد من الوزراء لم يقدموا تلك الاستقالة لهذا السبب او لأسباب اخرى فقد فشلوا في إدارة ملفات تتعلق بهموم الناس من مأكل وملبس وترحيل وغذاء ودواء وغلاء. الرجل لفت النظر الى ادب الاستقالة وهو ادب حميد ومحمود يتطلب شجاعة الفرسان ونبل الشجعان. والمقام يقضي بتذكير المقصرين بهذا الأدب الرفيع.. وفي الخاطر استقالة احد الاخوة الزملاء من مؤسسة صحفية كبرى تضم إذاعة وتلفزيون وصحيفة والثورة في عنفوانها بسبب ان مالك المؤسسة الإعلامية الكبيرة اساء للثورة والثوار. الرجل برغم استقالته وهو في مسغبة وحوجة ماسة لدراهم الوظيفة المعدودات الا انه لم يقيم الدنيا ويقعدها ولم يشرح لاحد أسبابها حتى لا يفهم انه يبحث عن مجد زائف… رحم الله رجلا عرف قدر نفسه