المقالات

د. اشرف الريس يكتب …..صالون الريس ….إدارة التنوع الثقافي في السودان: نحو بناء وطن متماسك

154views

صالون الريس

إدارة التنوع الثقافي في السودان: نحو بناء وطن متماسك
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… إن السودان بلد فريد في تنوعه الثقافي والعرقي والديني. يمتد عبر مساحات جغرافية شاسعة تضم مجموعات متنوعة من القبائل والأعراق، مع اختلافات واضحة في اللغة والدين والتقاليد. يُعتبر هذا التنوع ثروة ثقافية يمكن أن تسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي، لكنه في الوقت ذاته يُشكل تحديًا في ظل غياب إدارة حكيمة وعادلة لهذه الاختلافات ويحتضن السودان أكثر من 500 قبيلة تتحدث حوالي 400 لغة ولهجة، ويتميز بتعدد الديانات والمعتقدات. يُعبر هذا التنوع عن ثراء ثقافي كبير يتمثل في التقاليد الشعبية، الفنون، الأزياء، والأطعمة. لكن هذه التعددية رافقتها في العقود الماضية نزاعات وصراعات أفرزت أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية. ولذلك تنبع أهمية إدارة التنوع الثقافي في السودان. فالسودان بلد متعدد الهويات، وإدارة هذا التنوع بطريقة تعزز التعايش يمكن أن تؤدي إلى تحقيق وحدة وطنية قوية. فالنزاعات القديمة المتجزة افقدتنا جنوبنا الحبيب وامتدت النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ورويدا رويدا وصلت النزاعات إلى قلب الخرطوم ثم انطلقت لتاكل الأخضر واليابس وهذا يعكس غياب الرؤية في إدارة التنوع. لذا، فإن الإنصاف في توزيع الموارد والحقوق هو مفتاح السلام والاستقرار في السودان وحقيقة إدارة التنوع يمكن أن تكون أساسًا لنهضة ثقافية واقتصادية تعكس قدرات وإمكانات جميع المجتمعات السودانية. وبالطبع هنالك تحديات لإدارة التنوع الثقافي في السودان من ضمنها معاناة بعض المجموعات من الإقصاء في المشاركة السياسية والاقتصادية، ما أدى إلى شعور بالظلم وزيادة الاحتقان.وكذلك أدى التنافس على الموارد والنفوذ إلى اندلاع نزاعات داخلية تفاقمت بسبب غياب إدارة عادلة للتنوع.وكذلك افتقار السودان إلى سياسات واضحة وشاملة تُعزز المساواة بين الثقافات المختلفة ولا ننسى دور التدخلات الدولية والإقليمية في تعقيد إدارة التنوع وتغذية الصراعات.وحتى لا ننجر خلف عادتنا كسودانيون في الاسترسال في وصف الازمة دون علاج أود أن أعرض عليكم وصفة علاجية لإدارة التنوع في السودان. أولاً تبني سياسات تضمن توزيعًا عادلًا للموارد والفرص بين جميع الأقاليم والمجموعات. وثانيا إنزال وثيقة العقد الاجتماعي التي طرحها الجهاز الشعبي لنهضة السودان موضع النقاش لتطويرها وبلورتها وإطلاق مبادرات حوار بين المجموعات المختلفة لبناء جسور التفاهم والتعاون.وكذلك لابد من إدراج موضوعات تتعلق بالتنوع الثقافي والتعايش السلمي في المناهج الدراسية لبناء أجيال واعية بقيمة الاختلاف. وأيضاً استخدام الإعلام لنشر قيم التسامح واحترام التنوع بدلاً من الترويج للصور النمطية السلبية. ويجب أن يُعبر الدستور الدائم الذي نصبو اليه عن التعددية السودانية من خلال الاعتراف بكل الثقافات واللغات والمعتقدات. ومن اقصر الطرق لإدارة التنوع استخدام الفنون الشعبية التي تجمع بين ثقافات متعددة وتُظهر الجمال في التباين وختاما أقول أن رؤيتنا في إدارة التنوع نحو سودان متعدد متماسك.. إدارة التنوع الثقافي في السودان ليست مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. إن الاعتراف بالتعددية والعمل على تحقيق العدالة والمساواة يمكن أن يُحول السودان إلى نموذج عالمي للتعايش السلمي.

بناء سودان جديد يتطلب قيادة واعية تُدرك أن التنوع ليس تهديدًا، بل فرصة لبناء وطن يعكس جمال وقوة تعدد هوياته.
#من_اجل_صناعة_السودان
تحياتي

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثلاثة × اثنان =