أضواء على جنود مجهولين في ساحات معركة الكرامة
………………………….
بقلم:عوض أبكر إسماعيل
إن المراقب لمسارات معركة الكرامة يلحظ أنها أخذت مناح وأوجه عديدة لم تقتصر على الصعيد العسكري فقط، وإنما تمددت وانداحت لتشمل ميادين خدمية ومدنية أخرى لاتمت للعمليات العسكرية بصلة.. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الدفاع المدني السوداني على وجه التحديد ( رجال الاطفاء) أو الجنود المجهولين الذين زينوا جيد عنوان هذا المقال والذين عرفوا لدى عامة الناس بالسودان بقوات المطافئ، ومما يؤسف له أنه قد ترسخ في ثنايا العقل الجمعي للسواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني بأنهم ما هم إلا مجرد اداة لإطفاء الحرائق دونما إلقاء اي بال على مهامهم الإنسانية و الاقتصادية الأخرى أي بالأحرى اغفالهم عنها والتي تتمثل اي المهام في المساعدة في حماية الاقتصاد الوطني وممتلكات وأموال المواطنين من مخاطر الحرائق.. وذلك بتقليل التلف و الخسائر التي تنجم عنها بسبب الإهمال أو عدم التقيد بوسائل الأمان والسلامة في دور السكن أو مواقع العمل والانتاج.. فضلا عن دورهم الإنساني المتعاظم والمهم في إنقاذ الأرواح والممتلكات عند وقوع الحروب و الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والعواصف وخلافها.. وأوضح دليل على ذلك الدور الإنساني و الوقائى اللافت الذي ظلت تقوم به قوات الدفاع المدني أو رجال الإطفاء في ظل معركة الكرامة في المدن التي تم تحريرها من براثن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.. ويعزز ذلك القول تجريدة قوة الدفاع المدني التي تشكلت مؤخرا ببورتسودان برئاسة المدير العام للدفاع المدني بالسودان الفريق/د. عطا عثمان وأركان حربه والتي يممت وجهها شطر مدينة ود مدني التي تم تحريرها في الأيام القليلة الماضية على أيدي القوات المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها والقوات ألمشتركة فما أن وصلت تلك التجريدة أو القوة إلى مدينة ود مدني إلا وشرعت بالتنسيق مع قوة الدفاع المدني بولاية الجزيرة في إنشاء غرفة طوارئ عاجلة وفاعلة .. لأجل وضع خطط وتدابير عملية فعالة تفضي إلى خلق بيئة سليمة وآمنة توطئة لاستقبال النازحين واللاجئين العائدين إلى منازلهم من أماكن نزوحهم أو لجوئهم بالداخل أو الخارج وقد أثمرت تلك الخطط بصورة جلية في العمليات الوقائية التي انتظمت شوارع مدينة ود مدني موخرا والتي لاتخطئها عين كل مراقب وتمثلت تلك العمليات في اعمال التعقيم وتطهير الشوارع والمواقع العامة التي تجري الآن على قدم و َساق من قبل رجال الاطفاء المنتشرين في شوارع المدينة بزيهم الأبيض المميز وقبعاتهم الصفراء ( Uniform ) .. فضلا عن عمليات إزالة الجثث من الشوارع والأحياء وسترها.. وذلك بالتنسيق مع السلطات الصحية على الصعيدين الاتحادي والولائي.. وفوق كل هذا وذاك سعت سلطات الدفاع المدني جاهدة لأجل رفع مستوى الوعي عند المواطنين في كيفية التعامل مع مخلفات الحرب والبيئة المحيطة بهم، علما بأن جنودهم اي جنود الدفاع المدني باتوا الان على أهبة الاستعداد و رهن إشارة القيادة للتوجه إلى أية مدينة يتم تحريرها من دنس التمرد باعجل ما يكون .. أجل هم فعلا جنود مجهولين بحق وحقيقة.. اذ ظلوا يعملون بصمت دونما اي ضوضاء.. لذا حري بنا ان نرفع لهم القبعات اجلالا .. و نحني لهم الظهور تقديرا للدور الوطني والإنساني الذي ظلوا يتصدون له دعما لمعركة الكرامة.