
#صالون_الريس
قلب السودان النابض
د. أشرف الريس
اعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام.. ليس من المستغرب الفرحة العامة التي عمت الارجاء للسودانيين بالداخل والخارج بالانتصارات التي تحققت، وإعلان شرق النيل منطقة خالية من التمرد، وفي خلال الأيام القادمة ستعلن المدينتين امدرمان والخرطوم خاليتين من التمرد إن شاء الله ، وعندها تكون العاصمة المثلثة حرة كما ينبغي، فبعد تحرير الخرطوم واستعادة السيطرة على مفاصلها الرئيسية، تبرز ضرورة ملحّة لعودة الحكومة إلى العاصمة وإعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها. فالخرطوم ليست مجرد مدينة، بل هي قلب السودان السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي النابض، وغياب الدولة عنها يعني استمرار حالة عدم الاستقرار، وتأخير جهود إعادة الإعمار والتنمية.
لماذا يجب أن تعود الحكومة إلى الخرطوم؟
اولاً استعادة رمزية الدولة وهيبتها فالخرطوم تمثل المركز السيادي للدولة السودانية، ووجود الحكومة فيها ضروري لترسيخ سلطة الدولة واستعادة ثقة المواطنين في مؤسساتها. فلا يمكن تصور استقرار السودان دون عاصمتة القومية لتُدار منها شؤون البلاد.
ثانياً إعادة بناء مؤسسات الدولة
فالحرب تسببت في تدمير واسع لمؤسسات الدولة، وغياب الحكومة عن الخرطوم يجعل من الصعب إعادة تشغيل الوزارات والهيئات الحكومية، مما يعرقل تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ثالثاً تحقيق الاستقرار السياسي
فاستعادة الحياة السياسية في الخرطوم تعني عودة النشاط الحزبي، وتهيئة البيئة للحوار الوطني الذي يمكن أن يؤدي إلى مصالحة شاملة، وهو أمر ضروري لضمان استقرار السودان ومنع نشوب صراعات جديدة.
رابعاً إعادة تحريك عجلة الاقتصاد
فالخرطوم ليست فقط عاصمة سياسية، بل هي المركز الاقتصادي الأكبر في السودان. وعودة الحكومة ستساهم في إعادة تشغيل البنوك والأسواق والشركات، مما يعزز فرص الاستثمار، ويوفر الوظائف، ويعيد الحياة إلى القطاعات الإنتاجية.
خامساً عودة الخدمات الأساسية
فلا يمكن تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين دون حكومة فعالة تدير شؤون البلاد من العاصمة. فمن خلال عودتها، يمكن تسريع إعادة تأهيل البنية التحتية، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء، وإعادة تشغيل المدارس والمستشفيات.
حتماً هنالك تحديات ستواجه عودة الحكومة إلى الخرطوم
بالرغم من أهمية العودة، ويجب مواجهتها بحزم منهامخلفات الحرب إذ لا تزال بعض المناطق في الخرطوم بحاجة إلى عمليات تأمين من الألغام والمخلفات الحربية لضمان سلامة السكان والمسؤولين، وكذك التحديات الأمنية فأي عودة للحكومة تحتاج إلى تأمين سياسي وعسكري محكم لمنع أي اضطرابات قد تعرقل عملها، ومن المهم أيضاً إعادة الثقة بين المواطنين والدولة فالحرب عمّقت الفجوة بين الحكومة والشعب، ما يتطلب إجراءات عاجلة لكسب ثقة المواطنين من خلال سياسات شفافة وعادلة.
كيف يمكن تحقيق العودة بفعالية؟
بوضع خارطة طريق واضحة يحدد فيها جدول زمني للعودة التدريجية للحكومة إلى الخرطوم، مع ضمان توفير الأمن والخدمات الأساسية وكذلك إطلاق مبادرات سياسية ومجتمعية جامعة بدعوة القوى السياسية والمجتمعية للمشاركة في حوار وطني حقيقي لوضع أسس الحكم في المرحلة المقبلة، ومن الضروري إشراك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والدول الصديقة للمساعدة في جهود إعادة الإعمار وضمان الاستقرار.
وأقول ختامًا إن عودة الحكومة إلى الخرطوم ليست مجرد خطوة إدارية، بل هي ضرورة وطنية لضمان استقرار السودان ووحدته. فبدون عاصمة حية ونشطة، سيظل السودان يواجه تحديات سياسية واقتصادية قد تعوق تقدمه. لذا، يجب أن تتضافر الجهود لإعادة الخرطوم إلى مكانتها، حتى تكون منطلقًا لنهضة السودان الجديدة.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان