
ظاهرة المتعاونين في الحرب السودانية………….!
بقلم: عوض أبكر إسماعيل
إن صفة أو لقب المتعاون الذي أطلقه المجتمع السوداني أو الأجهزة الأمنية منذ بداية هذه الحرب اي حرب ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣م على المواطن الذي تطوع تلقاء نفسه.. لأجل تقديم خدماته لقوات الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها والمتمثلة في مساعدتها و ارشادها إلى بيوت أصحاب الأموال ورجالات الجيش والقوات النظامية ووجهاء المجتمع والمغتربين وغيرهم.. فضلا عن بيوت الأسر التي توجد بها بنات مقابل حفنة نقود ينالها من جيب دعامي أو مرتزق تلطخت يداه بدماء المواطنين الأبرياء ما هو إلا مواطن خائن لوطنه ولأمته وما لقب المتعاون الذي أطلق عليه إلا تخفيفا و تزيينا لصفة الخيانة التي تجسدت بكل معانيها ومضامينها في ملامح شخصيته وفي سلوكه .. لأن ما يقوم به من أفعال منحطة وما يسديها من أعمال وضيعة للعدو تنطبق تماما على مايقوم به الخونة والجواسيس عبر التاريخ لصالح اعداء بلادهم أثناء خوضها لحروب ضد قوات غازية لترابها .. وما أدل علي ذلك الحادثة التي وقعت بين القائد الفرنسي الشهير/ نابليون بونابرت والجاسوس النمساوي في بداية القرن التاسع عشر والذي سهل للفرنسيين غزو بلاده مقابل المال.. اذ يقال أنه بعدما احتل الجنود الفرنسيون بلاده جاء إلى نابليون ليقبض ثمن خيانته لوطنه فأقبل عليه فرحا منبسط اسارير الوجه قائلا له : يشرفني أن اصافح يد قائد عظيم مثلك إلا أن نابليون فاجاه قائلا له مقولته المشهورة : وأنا لايشرفني أن اصافح يد رجلا خان وطنه مثلك، فقذف بصرة من النقود تحت أقدامه ليلتقطها نظير ما قدمه من خدمة ..لذا فإن الحرب التي تدور رحاها في السودان اليوم لم تعد حربا بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع المتمردة كما يدعي بعض المرجفين من اتباع قحت (تنظيم قوي الحرية والتغيير ) .. وإنما تحولت بعد مضى مدة قصيرة من اندلاعها إلى حرب إقليمية بالوكالة تورط فيها معظم دول الجوار الأفريقي بإيعاذ من دولة الإمارات العربية المتحدة إما بإرسال مرتزقة أو فتح مطاراتها وحدودها لعبور الدعم اللوجستي والعتاد الحربي إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل داخل الأراضي السودانية.. وذلك بالتنسيق مع الإمارات صاحبة المصلحة العليا في هذه الحرب والتي تسعى جاهدة لوضع يدها على ثروات البلاد ومواردها الطبيعية الغنية.. فضلا عن موانيها على ساحل البحر الأحمر.. لذا أضحت لا تتوارى البتة في دعمها لقوات الدعم السريع.. وإنما باتت تغدق عليها بالمال والسلاح والرجال في وضح النهار بالرغم من انكشاف امرها أمام العالم أجمع .. ويعضد ذلك عدد من الشواهد والأدلة المادية الدامغة التي تجسدت في تقارير بعثة الأمم المتحدة في يناير عام٢٠٢٤م .. فضلا عن تقارير كبريات الصحف العالمية كصحيفة نيويورك تايمز وول استريت جورنال الأمريكيتين وغيرهما.. علاوة على ما تم ضبطه من معدات حربية وأسلحة فتاكة متطورة التقنية تحمل شعار دولة الإمارات العربية المتحدة في ساحات المعارك من قبل الجيش السوداني .. وبناء عليه، فإن كل هذه التطورات والمنعرجات التي مرت بها الحرب السودانية صعودا وهبوطا جعلتها تكتسب أبعادا إقليمية واصداء دولية أكثر مما تكون مجرد حرب داخلية محضة .. لذا ما اقترفه المتعاونون في حق الوطن و المواطن السوداني لا يقل جرما على الإطلاق مما ارتكبتها قوات الدعم السريع ومرتزقتها في حقهما..ومما لاشك فيه فإن المتعاونين ضمن عوامل خارجية أخرى قد لعبت دورا محوريا في إطالة أمد الحرب.. وذلك لجهة حمل معظمهم للسلاح والانخراط في القتال في صفوف قوات الدمع السريع والغزاة من المرتزقة ضد أبناء جلدتهم .. علاوة على أن بعضهم قد تحول إلى أداة فعالة وطيعة في يد استخبارات الدعم السريع يرفدها بالمعلومات القيمة في كل صباح و مساء عن تحركات القوات المسلحة وعن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين ولجيرانهم الذين يقطنون معهم في حيهم أو حارتهم أو قريتهم لعدة عقود خلت نظير حفنة جنيهات.. أو لأجل التزلف والتقرب إلى قادة الدعم السريع.. بل الأدهى والأمر من كل ذلك إن كثير منهم قد انغمس من اخمص قدميه حتي قمة رأسه في قتل النفس البريئة ونهب أموال الناس َوهتك أعراض الحرائر .. وذلك ليس رجما بالغيب.. وإنما استنادا إلى اعترافات و إفادات أسراهم لدى القوات النظامية عند وقوعهم في الأسر.. فما انذلهم و ما أحقرهم في عيون أبناء وطنهم الشرفاء.. لذا يجب على الدولة الا تأخذها بهم رحمة ولا شفقة.. وإنما ينبغي أن تتشدد في تطبيق القانون عليهم وعلى من والاهم .