المقالات

صالون الريس الإبداع يتواصل من البندقية إلى الدبلوماسية د/أشرف الريس

180views

#صالون_الريس
الإبداع يتواصل من البندقية إلى الدبلوماسية
د/أشرف الريس
16 /أبريل / 2025

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في لحظة مفصلية تُبشّر بعودة السودان إلى واجهة القرار القاري، قاد سعادة السفير الزين إبراهيم حسين، سفير السودان لدى إثيوبيا والممثل الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، تحركًا دبلوماسيًا نوعيًا بلقاء جمعه برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد، معالي السيد محمود علي يوسف، في مقر المفوضية بالعاصمة أديس أبابا.
اللقاء، الذي حمل دلالات رمزية ومضامين استراتيجية، عكس الحضور الرصين والحكمة السياسية التي يتمتع بها السفير الزين، الذي نجح في إيصال رسالة السودان بكل أبعادها، مجددًا الثقة في الاتحاد الإفريقي كشريك أصيل في دعم استقرار السودان ووحدته، وناقلاً تحيات القيادة السودانية وشعبها لرئاسة المفوضية.
وقد قدم السفير الزين عرضًا شاملاً وشفافًا حول آخر المستجدات في السودان، وعلى رأسها الإنجاز الكبير المتمثل في استعادة القوات المسلحة السودانية للعاصمة الخرطوم، وعودة مؤسسات الدولة للعمل من قلب البلاد، ما يمثل تتويجًا لمرحلة جديدة من استعادة السيادة الوطنية، ولبنة أساسية في مشروع “معركة الكرامة” التي يخوضها السودان من أجل استكمال التحرير وترسيخ الدولة.
هذا اللقاء تطرّق أيضًا إلى حجم الانتهاكات الإنسانية البشعة التي ارتكبتها الميليشيات المتمردة في دارفور، لا سيما في الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك، وهي جرائم موثقة أدانها المجتمع الدولي، ووجدت في الاتحاد الإفريقي صوتًا داعمًا للعدالة وحقوق المدنيين.
لكن اللافت في هذا اللقاء كان روح التفاؤل التي سادت الحوار مع الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي، السيد محمود علي يوسف، المعروف بمواقفه الإيجابية والداعمة لخيارات الدولة السودانية منذ توليه مهامه. إذ عبّر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي عن إعجابه بالتطورات الإيجابية على الأرض، وخصّ استعادة الخرطوم بإشادة خاصة، واصفًا إياها بـ”علامة السيادة وبداية مرحلة جديدة من الثقة بين السودان والاتحاد الإفريقي”.
وأكد رئيس المفوضية التزامه الصريح بدعم وحدة السودان وسيادته ورفضه القاطع لأي مبادرات موازية تهدف لزعزعة استقرار البلاد، لاسيما في إقليم دارفور، مشددًا على أن أي انتقال سياسي في السودان يجب أن يكون بقيادة سودانية خالصة، تحظى بدعم الأشقاء في القارة.
أعزائي إن هذا اللقاء يمثل إشارة فارقة في مسار العلاقات بين السودان والاتحاد الإفريقي، حيث حمل روحًا جديدة من التفاهم والثقة المتبادلة، بفضل أداء دبلوماسي وطني رفيع المستوى من السفير الزين، ورئاسة إفريقية منفتحة وذات إرث داعم لقضايا الاستقلال والسيادة .
وهذا الأداء الدبلوماسي الرسمي الرفيع مع الأداء الدبلوماسي الشعبي الذي قدمه المهندس صلاح عمر في القمتين الأفريقيتين الماضيتين يُعد إختراقاً أفريقياً ساحقاً هذه الثنائية تستحق تكريماً يليق بها.
وأقول ختاماً اليوم، صوت السودان لا يعود فقط إلى الاتحاد الإفريقي، بل يعود بثقة، وبصوت عالٍ، وبقيادة واعية تعرف كيف توازن بين التحدي والإرادة، بين التاريخ والمستقبل.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ستة + ثمانية =