المقالاتعمر الكردفانيمميز

حمى الضنك والحلف الضرار ودويلة على حافة الانهيار

235views

بيت الشورة

عمر الكردفاني

حمى الضنك والحلف الضرار ودويلة على حافة الانهيار

قبل أكثر من ثلاثين عاما كنت كلما وصلت الى الخرطوم من أراضي العمليات ببحر الغزال أسقط صريعا لمرض ما حتى أنني اخر مرة خضعت لإجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودة الملتهبة والتي قال الأطباء أنها كانت على وشك الانفجار .
كان تعليق عمتي رابحة سليمان عليها رحمة :انت يا جنابو الظاهر عليك ما متعود على الراحة والحق يقال كانت تسهر علي دائما بل في بعض الأحيان تتغيب عن الذهاب الى مكتبها بجامعة الخرطوم لضرورة مرضي ، والحال الآن تبدل إلى النقيض فبعد إجازة (طويلة ممتازة) بجمهورية مصر عدت إلى العاصمة الإدارية بورتسودان لاقع صريعا لحمى الضنك وما ادراك ما حمى الضنك ، هي مزيج من الملاريا والالتهابات بالإضافة إلى آلام المفاصل ممزوجة بحمى مجهولة الكينونة ، تتحالف كل هذه الأعراض لتجعل الإنسان يتدبر الآية الكريمة (فإن له معيشة ضنكا) ولله المثل الأعلى ، وانا اجمع الأحلاف الصديقة لمجابهة هذه الحمى الغريبة من مضادات حيوية وأدوية ملاريا وبنادول بالوريد ، وسط كل هذا اذا بحلف الشيطان المعروف بين دويلة الامارات ومليشيا الجنجويد تستهدف معقل أجدادي مدينتي النهود والخوي ومن ثم بعد الضربة الموجعة لمطار نيالا هاهو الحلف غريب الأطوار يستهدف العاصمة الإدارية بورتسودان في تصعيد أعطى الحكومة السودانية الدليل القاطع بدخول دولة الإمارات في الحرب بقضها وقضيضها حيث هلك من ضباطها من هلك وجرح من جرح حتى يقال  ان شخبوطا كان من بين الهلكى لتكون اول مرة يهلك ولي عهد على غير يد شقيقه او ابن عمه في هذه الدويلة (البروس)، ولكن بعد كل هذا كان الإنكار هو الخطاب الرسمي لهذه الدولة الدا….رة ، فتحالفها مع مليشيا الجنجويد هو ذاته تحالف امراض حمى الضنك سئ الذكر ولكن ما ظهر جليا الآن هو أن الإمارات قد رفعت يدها تماما من المليشيا وأثرت أن تدخل الحرب رسميا عسى ولعل أن تخضع لها الدولة السودانية وتمد يدها للسلام ، سلام مع من ؟ أن ايدي الامارات الآن قد تلوثت بالدماء الطاهرة لكل السودانيين بمن فيهم من يدعي الحياد وينادي بترك الجهاد ، والله في جلسة صفاء مع النفس سيجد كل سوداني أن دويلة الشر قد نالت من أقاربه من الدرجة الأولى اسرا ذبحا قصفا أو تشريدا ، والذي لا يعلمه العالم أجمع أن السودان إذا رفع إصبعه فقط فستتكالب عشرات الدول لتغطيته بقبة حديدية اقوى من قبة اسرائيل ولكن عزة النفس السودانية التي بنت جيشها من جديد وسط خيانة لم تحدث على مر العصور ، هذه العزة يجب أن تكون هي النبراس والبؤرة التي تشع منها شمس معركة الكرامة لتسطع معلنة عن وطن جديد خال من الجنجويد.

ثم ماذا بعد ؟

إن وضع الامارات الدولي الآن من الهشاشة بمكان ،إذ أنه مقابل اي طلقة تدوي في السودان ولا تساوي دولارا واحدا عليها ان تدفع ملايين الدولارات لسيدتها الولايات المتحدة إذن نحن الآن في انتظار الانهيار الكبير فترامب لا يقبل العمل بالمجاملة ولا يحب الديون فكل خدماته يجب ان تدفع مقدما (كاش) دون تأخير وما دامت السياسة الخارجية الأمريكية مبنية على أنه لا توجد علاقات دائمة بل توجد مصالح دائمة وما دامت الامارات الآن على حافة الإفلاس أو تكاد فلنعجل بانهيارها بالمزيد من الضربات حبذا لو كانت في الصميم فالمسيرة الانتحارية لا تدخل الجنة ولكن الطيار الانتحاري هو الذي سيدخل الجنة والتاريخ في آن بإذن واحد أحد.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

واحد × 2 =