المقالات

تغريد إدريس تكتب.. شكرا مصر.. شكرا فيكتوريا

205views

عندما بدأ العدوان الغاشم على بلادنا واشتعلت الحرب اللعينة التي لم تترك سوى ارض محروقة معدومة الخدمات لم تثبط هممنا لكنها رسخت فينا قيم الوطنية التي تجلت في التحام شعبنا مع قواته المسلحة وتجسدت في استنفار الشباب للدفاع عن ارضهم وعرضهم وسطروا اعظم المواقف التي سيذكرها التاريخ على مر العصور حيث كتبوا اسماهم بدمائهم وبطولاتهم التي سنرويها لاطفالنا وسنروي لهم قصة البطل محمد صديق الذي تقدم القوات ورفض الرجوع الى الخلف رغم نفاذ ذخيرته وفضل الموت واقفا امام عدو جاهل لا يعرف للانسانية معنى ولا للوطنية كلمة… فعند خروجنا لاول مرة من وسط القتال كان كل همي ابنائي الذين لا ذنب لهم في تلك الحرب وهم لا يزالون اطفالا يلتمسون طريقهم للحياة وفجأة وجدوا انفسهم بلا ماوى ولا مدرسة ولكني كنت واثقة ان هذه الحرب ستزيدنا قوة فحملت اطفالي ويممت بهم صوب بورتسودان التي احتضنتنا بكل حب رغم قسوة الطقس الا انها كانت ملاذا امنا واما رؤوم حيث يتميز انسان الشرق بطيبته واصالته التي رايناها عندما احتوى الشرق الاف النازحين من الخرطوم والولايات بكل حب … ومكثنا ببورتسودان قرابة عامين ثم لجأنا الى مصر الشقيقة التي احتوتنا بكل حب واحترام واستقبلتنا ببشاشة شبابها عند العبور حيث يقدمون المياه العذبة لكل المسافرين دون اجر ويحتسبون الاجر عند الله فكانوا مثل الملائكة حفظهم الله… وهنا سوف اقف قليلا.. عندما كنا في رحلة البحث عن منزل لنستاجره بالقاهرة كان الاستاذ محي الدين جبريل وهو صديق لزوجي اول معين لنا في هذه الرحلة بعد الله ثم الدكتورة مريم ابراهيم باكاديمية فيكتوريا للغات التي كانت لنا مثل الام الحنون وهي في عز شبابها فاستقبلتنا خير استقبال ويسرت لنا معاناة ومشقة البحث عن استقرار فاحتضنت ابنائي وهم الان بفضل الله ثم معاونتها اجتازوا اهم واول مراحلهم التعليمية KG1 و KG2 وكذلك كل الشكر والتقدير للاستاذة الجليلة هاجر احمد مؤسسة اكاديمية فيكتوريا بالقاهرة لها التحية وهي تحمل هم طلاب السودان وتسعى لتوفير سبل التعليم واضعة بذلك اساسا متينا لاجيالنا لتكملة مسيرتهم التعليمية التي تعثرت بسبب الحرب فالشكر اجزله لما تبذله من خدمات في مجال التعليم بالخارج .. وشكر خاص جدا للاساتذة الاجلاء على راسهم الاستاذة عزة حسن محمد صالح المراة التي تقاس بالذهب فقد كانت نعم المربية ورسخت للاطفال قيم الدين والمعاملة وكانت لهم المنقذ الذي اخذهم الى بر الامان فقد سهرت معهم الليالي وهي ترسل رسائل التذكير بالدروس كل ليلة وفي ختام العام حملت على عاتقها برنامج تخريجهم الذي تم باجمل وابهى الصور فهنيئا لها بنجاح ابنائها ونتمنى لها التقدم في مسيرتها التربوية وهي اهل لذلك .. وكذلك الاستاذة سحر احمد المبارك و استاذة سوزان محمد و الاستاذة نفيسة كمال والاستاذتين ريان محمد فضل وايمان محمد فضل وكل الطاقم العامل بمدرسة فيكتوريا بمجمع مدينتي بالقاهرة الجديدة وكذلك الشكر اجزله للاستاذة رانيا محمد السيد التي كانت لصغيرتي امل مثلها الاعلى وبذلك اعادت لها كل ما فقدته في سنين الحرب من ثقة وانتعاش لذاكرتها الاكاديمية واسترجاع ما درسته قبل قيام الحرب اللعينة.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

5 × 5 =