المقالات

صالون_الريس الخرطوم تتنفس الأمل من جديد في أول عيد آمن منذ الحرب

88views

#صالون_الريس

الخرطوم تتنفس الأمل من جديد في أول عيد آمن منذ الحرب

✍️ د/ أشرف الريس
اول أيام العيد 6 / 6 / 2025

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في مشهدٍ مهيب اختلطت فيه الدموع بالضحكات، والحنين بالفرح، تنفست ولاية الخرطوم، لأول مرة منذ اندلاع الحرب، نسائم العيد بأمانٍ افتقدته طويلاً. لقد مرّ العيد هذه السنة على الخرطوم وهي ترتدي ثوب السلام ولو على استحياء، فتبدلت أصوات المدافع بزغاريد النساء، وامتزجت تكبيرات العيد برائحة الشواء وضحكات الأطفال.

كانت الشوارع، التي لطالما ابتلعت صدى الأقدام في وحشة النزوح والخوف، تنبض بالحياة. وفي مشهدٍ لم تألفه الخرطوم منذ شهورٍ طويلة، عادت الأسر النازحة إلى أحيائها القديمة، تحمل معها بعض ما تبقى من الذاكرة والكثير من الأمل. الأضاحي تُذبح في الساحات، والتهاني تتبادل بين الجيران، والابتسامات ترتسم على وجوه أنهكها الحزن لكنها لم تفقد روحها.

لقد أصبحت مآسي الحرب، التي كانت بالأمس واقعًا دامسًا، تُروى اليوم كحكاياتٍ مؤثرة، تروّض الألم وتحمل في طياتها عبرًا للمستقبل. صار الناس يتبادلون القصص لا للندب، بل ليستلهموا منها الدروس ويشدوا بها أزر بعضهم البعض في درب التعافي.

الخرطوم، بعاصمتها القومية، ووجدانها الجمعي، بدأت تتعافى. من بحري إلى أم درمان فالخرطوم، تسير الحياة بخطى واثقة نحو الاستقرار. صحيح أن الجراح لم تندمل كليًا، لكن مجرد القدرة على الابتسام وسط الركام، هو نصرٌ يستحق الاحتفاء.

وفي هذه اللحظة الفارقة، أوجه نداءً وطنيًا خالصًا إلى الحكومة الإتحادية: عودوا إلى الخرطوم، فالعاصمة تناديكم. إن رمزية العودة لا تتوقف عند حدود القرار السياسي، بل تتعداها إلى بعث الروح في مفاصل الدولة، وبث الثقة في نفوس المواطنين بأن الوطن بدأ ينهض من كبوته.

فلنعمل معًا على إعادة بناء الخرطوم، لا بالحجارة وحدها، بل بإرادة التعايش، وشجاعة التسامح، وتكاتف الجميع. العيد كان مجرد بداية… والبداية الجيدة نصف الطريق.

كل عام وأنتم بخير ، وكل عام والخرطوم بخير… كل عام والسودان أقرب للاستقرار

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/أشرف الطاهر (الريس)
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × 5 =