المقالات

سلسلة مقالات “النصيحة جبة شوك” الشباب السوداني.. ما بين الحلم المؤجل والفرصة الموعودة

127views

سلسلة مقالات “النصيحة جبة شوك”

الشباب السوداني.. ما بين الحلم المؤجل والفرصة الموعودة

د/ محمود إدريس تيراب

في كل أمة تسعى للنهوض، يُنظر إلى الشباب باعتبارهم ركيزة المستقبل، ووقود التنمية، وسدنة التغيير. لكن في السودان، ورغم أن الشباب يُشكّلون أكثر من 60% من السكان، لا يزال هذا المورد الحيوي حبيس الإهمال وغياب الرؤية المتكاملة.

مرت السنوات الأخيرة على السودان بثقلها، وتجرّع فيها الشباب كؤوس المعاناة واحدة تلو الأخرى: من انسداد الأفق الاقتصادي، إلى النزاعات، إلى فقدان الثقة في السياسات الرسمية. ومع كل ذلك، لم يستسلم هذا الجيل، بل ظلّ يطرق الأبواب، يبتكر، يبادر، يثور… ويأمل.

الفراغ القيادي في قضايا الشباب لم يعد يحتمل التأجيل.
نحن لا نتحدث عن وزارة تُمنح كترضية سياسية، بل عن مؤسسة وطنية يُفترض أن تكون محرّكًا لتغيير شامل، يتعامل مع الشباب كملف أمني وثقافي واقتصادي ونفسي، لا كشريحة عمرية عابرة.

وهنا، تبرز الحاجة إلى من يُتقنون فهم هذا الجيل ويخاطبونه بلغته، ويؤمنون بأن تمكينه ليس شعارات تُكتب في التقارير، بل مشروع نهوض حقيقي… مشروع لبناء المجد السوداني القادم.

نعم، صناعة مجد السودان تبدأ من عقول شبابه وسواعدهم، لكنها تحتاج إلى من يؤمن أن المجد لا يُصنع إلا عبر تمكين الإنسان وإعادة صياغة الدولة بعقل استراتيجي وروح وطنية نقيّة.

هناك من بدأ يُدرك هذه الحقيقة. وفي كواليس العمل الوطني، تبرز مبادرات جديدة تُبنى على فهم عميق للواقع. يتحدث أحد المفكرين الوطنيين – وهو شخصية جمعت بين القانون والفكر والميدان – عن نموذج جديد في التعامل مع الشباب، يقوم على ثلاث ركائز:

1. إعادة التأهيل النفسي: لأن جراح الحرب والنزوح والإحباط لا تُشفى بالوعود، بل بالبرامج الذكية، والمراكز المختصة، والدعم المستمر.

2. الدمج المجتمعي الفاعل: حيث لا يكون الشباب مجرد متلقٍ للخدمات، بل صانعًا لها، ومشاركًا في تصميمها وتنفيذها.

3. إحياء الروح المدنية: وهي أهم ما فُقد خلال السنوات الماضية، ولا يمكن للسودان أن يستقر دون إحياء قيم التطوع، والمواطنة، والانتماء.

وفي إحدى الندوات الفكرية التي جمعت شبابًا من مختلف الولايات، قال هذا المفكر الوطني وهو ينظر في وجوه الحاضرين:
“إن الشباب هم من يملكون مفاتيح الخروج من هذا النفق، لكننا نحن – من نمتلك التجربة – مسؤولون عن إضاءة الطريق لهم… فإن أخطأنا التوقيت، ضاعت المفاتيح.”

كثيرون ربما لا يعرفونه بالاسم، لكنه لمن يقرأ ويُصغي، هو صاحب رؤية واضحة لصناعة مجد السودان الحديث، تبدأ من جيل الشباب، ولا تستثني أحدًا. هو ذلك النوع من القادة الذين لا يبحثون عن منصب، بل عن فرصة لصياغة تاريخ جديد، ويختم دائماً حديثه بعبارة (من أجل صناعة مجد السودان) .

فهل يلتقط صناع القرار هذه الإشارة؟
وهل آن الأوان لمن يحمل مشروعًا وطنيًا أصيلًا أن يُدفع إلى الواجهة؟

ربما تكون اللحظة الآن،
وربما يكون الوطن قد تعب من التجريب… واشتاق إلى المجد.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

سبعة عشر − ثمانية =