المقالات

صالون_الريس نجود حبيب.. عندما يتحوّل الصوت إلى موقف ووطن …. د/ أشرف الريس

150views

#صالون_الريس

نجود حبيب.. عندما يتحوّل الصوت إلى موقف ووطن

د/ أشرف الريس
14 / 6 / 2025

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في زمنٍ تراجعت فيه المواقف، وتوارى فيه الصوت الوطني خلف ستار الحياد أو المجاملة، ظهرت الإعلامية نجود حبيب كصوتٍ نادر لا يُشترى ولا يُستبدل، صوتٌ يحمل في نبرته عمق الإيمان، وفي كلماته وضوح الرؤية، وفي حضوره عِزّة الوطن وكبرياؤه.

قبل أشهر قليلة، تشرفت بأن أكون ضيفًا في برنامج صباح السودان على شاشة تلفزيون السودان في حلقة خُصصت لمشاريع الشباب. كانت الإعلامية نجود حبيب هي من تُدير الحلقة، وقد أدهشني ما رأيت فيها من ثقافة رصينة، واطلاع عميق على قضايا السودان من أقصاه إلى أقصاه، وكأنها لا تكتفي بمهنة الإعلام، بل تعيش دورها كصاحبة رسالة، ومواطنة تعرف ما يدور في بلادها وتفهم نبض الناس باهتمام حقيقي.

لم تكن مجرد محاورة تطرح الأسئلة، بل كانت تُضيء خلف كل سؤال بسياق وطني، وتُحسن التقديم والتحليل بلغة سلسة وعميقة في آنٍ معًا. تلمّس في حديثها فهمًا دقيقًا لتعقيدات المشهد السياسي، وحرصًا على دعم المبادرات الشبابية، واحتفاءً حقيقيًا بكل فكرة تُبنى عليها لبنة في مشروع الوطن الكبير.

نجود لا تملك فقط المايكروفون، بل تملك المعرفة والرؤية والجرأة في الطرح. كانت مواقفها على الشاشة انعكاسًا لفكرٍ متماسك وولاء راسخ لهذا الوطن. حين انسحب البعض أو اكتفوا بالمراقبة من بعيد، اختارت أن تكون في قلب الحدث، تواكب، وتُطمئن، وتبث الأمل، وتُمسك بخيوط الصدق وسط عتمة الزيف.

لقد رفضت عروضًا كثيرة للسفر والإقامة في الخارج، وقالت بكل ثقة: “بلدي أولى بصوتي”، ولم يكن ذلك مجرد تصريح إعلامي، بل كان ترجمة حقيقية لموقف وطني لا يُشترى ولا يُباع.

كانت تدرك حجم التأثير الذي يملكه الإعلام، ولذلك سخّرت صوتها لخدمة القضايا الإنسانية، فكانت حاضرة في ملفات الأطفال، والمرأة، وحقوق المغتربين، وقضايا الحرب والسلام، والحوار الوطني، حتى بدت وكأنها ضمير إعلامي ينبض بحب الوطن في كل فقرة تقدمها.

نجود حبيب ليست إعلامية عابرة على الشاشات، بل هي مؤسسة وطنية تمشي على قدمين. تجمع بين الحس الإنساني والبصيرة السياسية، وبين الهدوء والتأثير. لا تتزين بموقف، بل هي الموقف ذاته. لا تتقمص شخصية، بل تحمل قناعاتها على كتفها، وتسير بها في دروب الإعلام بصدق وثبات.

هي النموذج الذي نحتاجه في إعلام ما بعد الحرب، الإعلام الذي يُلملم جراح البلاد، ويُضمدها بالكلمة الصادقة، والرسالة المسؤولة.

وأقول ختامًا نجود حبيب كانت – وما تزال – الصوت الذي لا يُخطئ البوصلة، ولا يُهادن في الحق، ولا يتأخر عن الصفوف الأولى حين تُنادَى البلاد.
إنها صوتٌ تحوّل إلى موقف، وصوتٌ بات مرادفًا للوطن.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د /أشرف الطاهر حماد
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

1 + 1 =