المقالات

صالون_الريس من الحلم إلى النهضة  د/أشرف الريس

106views

#صالون_الريس

من الحلم إلى النهضة

د/أشرف الريس
١٦/ ٦ / ٢٠٢٥م

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام….اليوم استميحكم عذرا أن أقتبس من كتابي “السودان كما ينبغي أن يكون” اقتباساً ندندن حوله عن مشروع نهضة السودان، فلننظر إلى كل بلادٍ أرادت أن تنهض، فإنها لم تنتظر المعجزات، بل صنعتها. لم تتوسل الدعم، بل استنهضت ما بداخلها من طاقات، وأطلقت العنان لعزيمة شبابها، وجعلت من كل يدٍ تعرف العمل مصنعًا، ومن كل فكرة مشروعًا، ومن كل شابٍ قيمة وطنية قبل أن يكون رقمًا في سجلات البطالة.

السودان، بهذا الشباب المتقد كالجمر تحت الرماد، لا يحتاج إلا إلى رؤية صادقة تعيد ترتيب الأولويات: فبدلًا من انتظار الشركات الأجنبية والمستثمرين العابرين، لماذا لا نصنع جيلاً من الصناع؟ لماذا لا تتحول الأحياء الشعبية إلى مشاغل إنتاج، والقرى إلى واحات تصنيع، والجامعات إلى منصات تمويل وتوجيه؟

الشباب السوداني اليوم لا يفتقر للموهبة، بل يفتقر للحاضنة. كم من مشروع صغير دُفن في مهده لأن صاحبه لم يجد من يسمعه؟ وكم من فكرة ناضجة تحولت إلى حسرة لأن الدولة لم ترَ فيها مشروعًا وطنيًا، بل مجرد طموح عابر لشاب مغامر؟

تلك الورش الصغيرة التي قد تبدو هامشية، هي التي صنعت النهضة الصينية، وهي التي طفرت بالاقتصاد التركي الجديد، وهي التي جعلت من فيتنام قوة تصديرية لا يُستهان بها.

وإن ربطنا هذه الصناعات بقدرات الشباب، وفتحنا أمامهم أبواب التمويل غير التقليدي، ودرّبناهم تدريبًا حقيقيًا، وربطناهم بسلاسل القيمة والأسواق، عندها لن نتحدث عن مشاريع ناجحة فقط، بل عن وطن يولد من جديد.

تخيلوا فقط:
آلاف الورش في شمال كردفان تصنع آليات زراعية آلاف الورش لإنتاج الصمغ السوداني والاف الورش لإنتاج الزجاج والشاشات من الرمال البيضاء.
وآلاف خطوط الإنتاج في غرب وجنوب كردفان لإنتاج منتجات الالبان.
والاف الورش في النيل الأزرق لإنتاج المعادن النفيسة.
والاف الورش في دارفور لإنتاج المواد الغزائية، وآلاف الورش في شرق وشمال السودان لإنتاج الذهب.
معامل صغيرة في أحياء أم درمان تنتج ملابس بماركات وطنية.
مصانع صغيرة في وسط السودان لتعليب الخضروات
شباب في سنار يبرمجون تطبيقات تخدم السوق المحلي والأفريقي

وهكذا في كل بقعة من بقاع السودان.

سيكون سودان يتحول من متلقٍ للسلع إلى مصدر ومنافس.

عندها، لن يجرؤ أحد أن يسمي السودان “دولة نامية”، بل سنكون دولة مُنتِجة، حُرة، ومؤثرة.

لكن هذا الحلم لا يتم إلا إذا آمنا بأن الشباب ليسوا مجرد مستقبلٍ قادم، بل هم الحاضر القادر، وأن مؤسساتتهم ليست دارًا للأنشطة، بل هي المحرّك الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي للبلاد.

وأقول ختاماً :من يعرف كيف يُشعل نار الأمل في الشباب، يستطيع أن يُشعل نهضة أمة بأكملها.

ولنا في طموح الشباب مصنعٌ، وفي سواعدهم منجمٌ، وفي عقولهم دولة تنتظر أن تُولد.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي

د/ أشرف الطاهر حماد
رذيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

7 + ستة عشر =