المقالات

صالون_الريس حين يتحول القلم إلى بندقية، والصوت إلى سلاح  د/أشرف الريس

107views

#صالون_الريس

حين يتحول القلم إلى بندقية، والصوت إلى سلاح

د/أشرف الريس
10 / 7 / 2025 م

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام ،وبسم الله نبدأ الكلام… في لحظة وطنية فارقة، وحين تعجز كثير من الأقلام عن ارتداء ثوب المبدأ، خرجت علينا الإعلامية الجسورة حنان عبد الحميد “أم وضاح” بمقال يُعد واحدًا من أكثر النصوص صدقًا ودفئًا وتأثيرًا في الوجدان الوطني. مقالة ليست مجرد كلمات، بل وثيقة معنوية تعبّر عن نبض الشارع، وعن صوت القابضين على جمر الحقيقة.

في كلماتها الأخيرة، أعادت “أم وضاح” تشكيل المشهد السياسي والنفسي ما بعد التحرير، رافضة لغة الإحباط، ومستنكرة السخرية من الحكومة المدنية الوليدة، حكومة “الأمل” كما أطلق عليها رئيس الوزراء بروفيسور كامل إدريس. ذكّرتنا أن الدماء التي روت تراب الوطن في الخرطوم والجزيرة وكاودا وزالنجي ونيالا، لم تكن لتُسفك لتولد بعدها حكومة محبطة ومنهزمة أمام الكيبوردات والتوقعات السوداوية.

لقد كتبت “أم وضاح” بعين المقاتل الذي لا يزال صوته يعلو فوق هدير المدافع، لا بلسان المحلل من مقاعد المتفرجين. استنكرت الكسر المبكر لمجاديف الحكومة المرتقبة، واستبقت محاكمات الفيسبوك بالقول الفصل:”ليس صعباً أن نؤمن أنها ستكون حكومة الأمل الذي كدنا أن نفقده.”

كلمات تُقرأ بين السطور، وتُشعل داخلنا رغبة في أن نكون جزءًا من البناء لا الهدم، من الصبر لا الشكوى، من الحلم لا السخرية.

لكن هذا المقال ليس أول مواقف أم وضاح، ولن يكون آخرها. فطيلة هذه الحرب الغادرة، كانت صوتًا لا يُشترى، وقلماً لا يُكسر، ولسانًا لم يلهث خلف الغنائم. دافعت عن القوات المسلحة السودانية حين تراجع البعض، وصدحت باسم الوطن حين صمتت منابر كثيرة، وكانت كلماتها أشبه بطلقات مركّزة تجاه المليشيا الإرهابية وداعميها.

لم تكن مجرد إعلامية تنقل الخبر، بل كانت جزءًا من الحدث، من مقاومة الخوف، من رفع المعنويات، من تأليب الرأي العام على الخيانة، ومن بث الإيمان بالنصر حتى في عزّ الانكسار.

لقد كانت، ببساطة، “المدفع الإعلامي” الذي ظل مرابطًا في جبهة الشرف. لم تبع صوتها، ولم تتردد. وعندما كانت الطائرات المسيّرة تُغيّر موازين المعارك، كانت “أم وضاح” تغيّر المزاج الشعبي بإصرارها، بكلماتها التي تُشبه طلقة قنّاص.

وأقول ختاماً:في زمن الضباب والخذلان، نحتاج إلى من يشعل فينا جذوة الأمل، لا من ينفخ في رماد اليأس. نحتاج إلى “أم وضاح”، ليس فقط كصوت إعلامي، بل كموقف إنساني ووطني نعتز به. ولنا أن نقتبس من روحها ونقول:
لن نستهين بالحلم، لن نسخر من الأمل، ولن نكسر ظهور المقاتلين بالكلمات، فقد آن لهذا الوطن أن ينهض، وعلى أكتاف من يؤمنون، لا من يتهكمون.

شكراً “أم وضاح”.. لقد علمتنا أن الإعلام المقاوم لا يموت، وأن صوت الحق لا يُسكت.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/أشرف الطاهر الريس
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

19 − 4 =