المقالات

سلسلة مقالات النصيحة جِبّة شوك السخوي الأعيسر… والميج الريّس! د/ محمود ادريس تيراب فرحنا، نعم والله فرحنا.

92views

سلسلة مقالات النصيحة جِبّة شوك
السخوي الأعيسر… والميج الريّس!

د/ محمود ادريس تيراب

فرحنا، نعم والله فرحنا.
حين صدر القرار بتجديد الثقة في السخوي خالد الأعيسر وزيرًا للثقافة والإعلام، انفرجت أساريرنا، وقلنا: ما زال في البلد طُهرٌ يعرف المعادن، وما زال في الدولة نبضٌ يلتقط إشارات الصادقين في الظل، لا على الأكتاف.

الأعيسر ليس طارئًا على مشهدنا، هو من أولئك الذين نبتوا من تراب الوطن، لا من صفقات الصدفة. كاتبٌ حين يكتبُ يشبه الموج الصافي، وإعلاميٌّ حين يتحدّث كأنك تسمعُ تراتيل الحقيقة بلا مكبّرات. رجلٌ يشبه الحُلم الذي تأخر كثيرًا على دهاليز الوزارة، فجاء في زمنٍ ضيّق، لكنه أوسع مما نظن.

لكن يا ويله القلب، كم تمنّينا أن نرى السخوي الأعيسر والميج الريّس في سرب واحد.
ذاك يُعيد للإعلام هيبته، وذاك يبعث في الشباب عزيمتهم.
ذاك يملك اللغة، وذاك يملك الرؤية.
ذاك يُتقن الصنعة، وذاك يُتقن الإقلاع.

ليت الطيور المتشابهة تُحلق معًا،
ليت القادة المتكاملين لا يُفرّقهم عُرف، ولا يمنعهم جدار الكواليس.

لسنا ممن يغبطون الرجل على منصبه، بل نحن من يسندونه من الخلف، ويزيّنون طريقه بالدعاء والأمل. ولكننا أيضًا لسنا من يُخفون الحسرات. فكيف لا نتحسّر، ونحن نعلم أن السودان بحاجة إلى أربعة أجنحة على الأقل كي يُقلع، وها نحن نفرح بجناحٍ واحد، ونعلم أن الثاني على أهبة الاستعداد، لكنه ينتظر صفّارة الإقلاع منذ حين!

لك الله يا وطن، كلما اجتمع عندك رجلان صالحان، فرّقتهما التعيينات!

لا نُحبط، لا نُجامل، لا نُقاطع… نحن فقط نقولها كما هي:
“إنه لا يُسعدنا نصف الحلم، ولا يُرضينا ظلّ الشجرة إن كان الجذع مكسورًا”.

فرحنا بالأعيسر، وكم تمنّينا الريّس.
فرحنا بالثقافة، لكننا نشتاق للنهضة.
فرحنا بالتعيين، وعيوننا على التكوين.

النصيحة جبة شوك… والوجع وطن.
د/محمود ادريس تيراب
باحث في الشأن العام

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ثلاثة × اثنان =