
سلسلة مقالات النصيحة جِبة شوك
لماذا نُصر على الدكتور أشرف الريس؟
✍️ د/ محمود ادريس تيراب
انهالت عليّ في الأيام الماضية رسائل كثيرة، بعضها من مسؤولين في الدولة، وبعضها من أصدقاء ومتابعين، تسأل بإلحاح:
“ما سرّ هذا الإصرار على تعيين الدكتور أشرف الريس وزيراً للشباب والرياضة؟”
وبقدر ما أسعدني هذا التفاعل، شعرت أن الوقت قد حان لأجيبهم جميعاً عبر هذه المساحة –النصيحة جبة شوك – التي لا تجامل حين تقول، ولا تتجمل حين تكتب.
لو سألتَ أي سوداني: ما هي أهم الوزارات في الدولة؟
لأجابك بلا تردد: الوزارات السيادية أو الاقتصادية.
لكن دعني أقدم وجهة نظري بكل صدق: أهم وزارة اليوم هي وزارة الشباب والرياضة.
فإن قلنا “سيادية”، فالسيد لا يكون سيدًا إلا بالشباب الذين يحيطون به قوةً ووعياً.
وإن قلنا “اقتصادية”، فالشباب هم عجلة الإنتاج ومحرك النمو.
وإن قلنا “خدمية”، فالشباب هم من ينهضون صباحًا ليخدموا هذا الوطن في قراه ومدنه وشوارعه ومؤسساته.
الشباب هم عصب الدولة، ووزارة الشباب هي الجهاز العصبي.
فبدونها، تكون الدولة مُقعدة عن الحركة، مُعطلة عن النهوض.
أما عن الدكتور أشرف الريس، فليست القضية في شخصه، بل في رؤيته الثاقبة وإرادته المتوهجة.
رجلٌ لا يأتي إلى الكرسي بحثًا عن وجاهة، بل حاملاً معه مشروعًا متكاملاً لتحويل الوزارة من كيانٍ باهت إلى منصة إنتاج ورافعة وطن.
منذ أكثر من سبع سنوات، وقبل أن تفتح له الأبواب، كان يعمل ويزرع الأمل على الأرض.
أطلق مبادرتين لا تزالان عالقتين في ذاكرة كل من تابع المشهد:
مواكب الإنتاج في الخرطوم
وسواعد المجتمع في دارفور.
وبين المبادرتين، حمل شعاراً بسيطاً في كلماته، عميقاً في معانيه:
“من أجل صناعة مجد السودان.”
فليت دولة رئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس، وهو صاحب الفكر والتميّز، أن يجعل هذا الشعار شعار حكومة الأمل.
وليته لا يؤخر تعيين الدكتور الريس أكثر من ذلك، فإن أراد أن يرى السودانيين يبتسمون من القلب والشباب ينجزون،
فليمنحهم وزيراً يرونه واحدًا منهم،
يفكر بلغتهم، ويخطط بمستوى طموحاتهم، ويقودهم إلى المستقبل بإيمان لا يتزعزع.
وأنا أقولها له صادقًا:
إن أردت أن ترى الأمل شعاعًا لا سرابًا، فعليك بالدكتور أشرف الريس،
وأنا أضمن لك النور.
النصيحة جِبة… شوك والوجع وطن
د/محمود ادريس تيراب
باحث في الشأن العام