تقرير:وكالات
في تطور لافت يعكس تصاعد الانقسامات داخل مليشيا الدعم السريع، دعا المستشار المتمرد حسبو محمد عبد الرحمن، أحد أبرز وجوه التيار الإسلامي المتحالف سابقًا مع المليشيا، القبائل إلى سحب أبنائها من صفوف الدعم السريع، واصفًا استمرارهم ضمن ما سماه “مشروعًا غير مجدٍ” بأنه تهديد لأمن المجتمع وتماسكه.
وحسب (الأحداث نيوز)تأتي دعوة حسبو في أعقاب تجاوزه في التشكيل الأحادي لما يُعرف بـ”الحكومة المدنية” التي أعلنتها المليشيا مؤخرًا، والتي أسندت رئاستها إلى محمد الحسن التعايشي، وسط تجاهل لطموحات قيادات سابقة من النظام البائد كانت قد تحالفت مع قادة التمرد، من بينها حسبو نفسه.
وانضم إلى موقفه الرافض القيادي الميداني البارز حذيفة أبو نوبة، الذي أعلن تحفظه على خطوات التعيين، معبرًا عن امتعاضه من تجاهل اسمه، رغم ترشيحه سابقًا لتولي حقيبة سياسية بارزة ضمن الهيكل المعلن.
حسب مصادر مطلعة، تعكس هذه الخلافات صراع نفوذ متصاعد داخل المليشيا، بين تيارات تسعى لإحياء تحالفات ما قبل الثورة، وأخرى تحتكر القرار بمنطق الهيمنة العسكرية، دون توافق سياسي أو تمثيل حقيقي.
وتُعد هذه التطورات مؤشرًا إضافيًا على هشاشة الكيان السياسي الذي تحاول المليشيا فرضه كسلطة أمر واقع، في وقت تواجه فيه رفضًا إقليميًا ودوليًا واسعًا لما يُسمى بـ”حكومة التعايشي”، وهو ما أكدته بيانات رسمية صادرة عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، مجددين دعمهم الحصري للحكومة السودانية الشرعية في بورتسودان.
وتعاني مليشيا الدعم السريع، وفق تقارير متواترة، من تآكل تنظيمي متزايد، نتيجة الانقسامات القبلية والجهوية، إلى جانب ضعف التنسيق بين القيادة المركزية والمحاور الميدانية، في ظل قرارات ارتجالية فاقمت الأزمة الداخلية، كان آخرها إعلان التعيينات الأخيرة.