#صالون_الريس
هيا نحتفل ياشباب
د/ أشرف الريس
12 / 8 / 2025
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في أحد أحياء أم درمان العريقة كان “مصعب” الشاب العشريني يقف على أنقاض مكتبة شعبية تهدمت بفعل الحرب. لم يستسلم لليأس بل جمع ما تبقى من الكتب بيديه ووضعها في صندوق خشبي أمام بيته وعلق ورقة كتب عليها “خذ كتاباً وازرع أملاً “. ذلك الموقف البسيط تحول إلى مبادرة وجذب عشرات الشباب للمساهمة في إعادة بناء المكتبة من جديد حتى أصبحت اليوم منارة للقراءة ومركزاً للأنشطة الثقافية. هذه القصة ليست عن مصعب وحده بل عن صورة من صور قوة الشباب السوداني وإيمانه بأن التغيير يبدأ بخطوة ولو كانت صغيرة.
ويأتي هذا المشهد الإنساني في ظل احتفال العالم باليوم العالمي للشباب الذي يوافق الثاني عشر من أغسطس من كل عام وهي مناسبة أقرتها الأمم المتحدة لتسليط الضوء على دور الشباب في صناعة المستقبل. وفي هذا اليوم بالذات تبرز مسؤولية الشباب السوداني أكثر من أي وقت مضى فهم الأمل المتجدد والطاقة القادرة على إعادة بناء ما تهدم وصناعة مستقبل يليق بتاريخ هذا الوطن.
إن الوطن يناديكم يا شباب السودان لتكونوا خط الدفاع الأول عن وحدته والركيزة الأساسية لنهضته فوحدوا صفوفكم وابتعدوا عن الخلافات التي تضعف قوتكم واستثمروا في تعليمكم ومهاراتكم فالمعرفة هي سلاحكم في معركة البناء. كونوا رواداً في العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها وأبدعوا وابتكروا ولا تنتظروا الحلول من الخارج بل اصنعوها بأنفسكم وتمسكوا بهويتكم السودانية فهي الجسر الذي يربط بين الماضي المجيد والمستقبل المشرق.
إن اليوم العالمي للشباب ليس يوماً للتهاني فحسب بل هو موعد لتجديد العهد مع الوطن بأن نكون جميعاً شركاء في صناعة نهضته فالتاريخ لا يذكر الشعارات بل يسجل الأفعال. ومن شوارع أم درمان ومن ضفاف النيل ومن كل قرية ومدينة ترتفع أصواتكم يا شباب السودان لتقول “نحن هنا.. لنصنع المجد.. ونكتب غدًا أجمل”.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر الريس
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان