
بيت الشورة
عمر الكردفاني
والي البحر الاحمر حيثيات الفشل وعوامل النجاح
من البديهي أن ترى عزيزي القارئ اي مؤشرات لفشل أو نجاح مسؤول ما وذلك لأن هذان العاملان يرتبطان بحياتك اليومية ارتباطا مباشرا ، لذلك من واجبي في هذا العمود أن امنحك حقك الكامل في التعاطي مع ما نكتبه نحن الإعلاميون وما نقدمه لك ، والنصيحة الاولى هي أن صاحب العقل يميز أو كما قال استاذنا الراحل عبد الله عبيد في نصيحة خصني بها يوما ما :يا ابني أن القارئ دائما يكون اذكى وافهم منك لذلك فلا تملي عليه رأيك ، ونصحني قائلا: عليك أن تمنح القارئ خيارات حتى يستطيع بعقله أن يميز الخبيث من الطيب .
والحال كهذا تجد عزيزي القارئ حملات مكثفة قدحا أو مدحا في مسؤول ما وهنا عليك اولا إلقاء كل ما تقرأه وراء ظهرك لأن الغرض معروف وعليك أن تركز على حياتك اليومية ، ماذا تاكل وماذا تشرب وكيف تعيش فإذا وجدت أن الحد الأدنى متوفر فلتحمد الله .
والي البحر الاحمر الفريق مصطفى محمد نور تم تكليفه بإدارة شأن ولاية هي في الأصل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، دولة بها رئاسة الدولة وكافة المؤسسات الوطنية وكل البعثات الدولية والدبلوماسية والأهم ربع سكان السودان ، وقد عمد الرجل إلى ثلاثة محاور ….الأمن ثم الأمن ثم الصحة فالتعليم ، فهل نجح الرجل !!!!
سبحان الله الرجل لم ينجح في تلك المحاور فقط بل عمد إلى المحاور الأخرى فأطلق حملات النظافة وأدار دولاب الصيانة للطرق والجسور وكفل الفارين من حجيم الحرب في دور الايواء ، وظل الرجل حضورا في كافة المناسبات الرسمية والشعبية الإعلامية والاجتماعية وظل قريبا من المواطن في كافة مناحي الحياة.
وعلينا أن ندرك أن حيثيات الفشل كانت حضورا في كافة المراحل بسبب هذا الرهق اليومي والميزانية الصغيرة لإدارة شأن دولة إلا أن الرجل التقط عوامل النجاح من بين حيثيات الفشل ولتسالني كيف ذلك ؟
لقد أدار السيد الفريق دولته من ضمن ميزانية الولاية المحدودة فلم يرهق ضيوفه بكثرة الطلبات لانه يعلم أن الميزانية الأكبر تذهب إلى معركة الكرامة إلا أنه وظف الميزانية المتاحة دون تبذير مما نراه عند بعض الولاة الذين يعملون على ارضاء كل من هب ودب حتى ولو على حساب الغلابة والمساكين ، واستطاع أيضا أن يدمج أمن ولايته طرديا هذه المرة مع أمن الدولة فكانت هذه الطمأنينة التي تتمتع بها عزيزي القارئ حيث يمكنك أن تنام وسيارتك مفتوحة وموبايلاتك على التربيزة دون أن يجرؤ أحد على مد يده إليها .
إن الفريق مصطفى ليس غريبا على النجاح وليس بعيدا عن الزهد ومراعاة الله في كل كبيرة وصغيرة فالرجل عندما قاد متحرك تحرير جبل مرة بمحلياته الخمسة في العام 2016امر جنوده أن لا يمدوا أيديهم إلى ممتلكات المواطنين أو حتى منتوجاتهم الزراعية أو الفواكه بل رفض رفضا باتا أن يأكل قطعة مانجو الا من ماله الخاص ، لذا عندما يمنع البعض من أكل الحرام من أموال الشعب فهو لم يأت بجديد فهذه أخلاقه وتربيته و(عسكريته).
ثم ماذا بعد ؟
الغريب في أمر ولاية البحر الاحمر اولا أن الجميع يشكو من أن أهل الولاية قاموا برفع ايجارات منازلهم وشققهم السكنية ولكنهم تجاهلوا أن أهل المنطقة اصلا استضافوا أقرباءهم وأهلهم مجانا في منازلهم أما أصحاب العقارات فكلهم مستثمرون لا نقدح في انتماءهم للولاية وانا استأجرت أكثر من ستة مرات ولم استأجر ابدا من مواطن من البحر الاحمر كما اعرف اصدقاء كثر كانوا يستضيفوني بمنازلهم مجانا في السابق ولكن الآن وجدت أن منازلهم اصلا بحمد الله أصبحت تنوء بالاهل والاقارب والمعارف ،لذا فإن (اهلي) من مواطني البحر الاحمر برءا من الجشع ،لذا فمن هذا المنبر انا مضطر أن أفصح عن اكبر مبادرة لرد الجميل لولاية البحر الاحمر وذلك باعانة السيد الوالي في مشروعاته التي أطلقها من أجل الصيانة والنظافة ما دام قد نجح لوحده في محاور الأمن والصحة والتعليم