المقالاتمميز

اروع ما كتب في رثاء الراحل عبد القادر سالم

11views

لم استطع الكتابة عن الراحل الا ان كلمات الاستاذ ناصر ابن القامة  قاسم عثمان بريمة اوفت وكفت :

الليلة غاب تومي (1)
عبدالقادر سالم مواقف للتاريخ

ناصر قاسم عثمان بريمة
بعيداً عن جميل أغنياته التي نحفظها عن ظهر قلب وبعيداً عن لونيته التي تفرّد بها ووصوله للعالمية ، كان للدكتور عبدالقادر سالم إنسانيته الكبيرة وأصالة طبعه التي لم تبدّلها الأيام ولا المكانة التي وصل إليها فقد ظل علي حاله وسجية طبعه المؤدب
فإبن الدلنج الجميل ظل أصيلاً في تعامله مع الناس حتي لحظة رحيله…
طرق باب بيتنا يوماً حينما كانت الدنيا تتغدي بعد برنامج عالم الرياضة ونشرة الثالثة من إذاعة أمدرمان ففتحنا له القلوب فرحاً بزيارته وظننا انه سيكون ضيفاً علي مائدتنا ولكنه اعتذر لضيق وقته وأخرج مظروفاً ضخماً قدمه لقاسم بريمة الذي تمنّع تماماً عن إستلامه ولكنه وضّح له أن المبلغ الذي بداخل المظروف هو حقه المادي عن أغنيته ( شن تهدي يا الهدّايه) التي قدمها وسجلها في اسطوانات في انجلترا في حين نحن نعلم أن هذه الأمانة غابت وتغيب عن كثير من الفنانين… وموقف آخر يحكيه مهندس الصوت الجميل الأخ العزيز قذافي جلال الدين إذ يقول :
كُنا يوماً جلوساً مع الحلاج مع مجموعة من أهل الفن والأدب من بينهم الفنان عبدالرحمن عبدالله فرنّ جرس هاتفه عند الثامنة مساء ورد عليه والأوت اسبيكر مفتوح وكانت المتحدثه إمرأة ودار الحوار
السلام عليكم
وعليكم السلام
أستاذ/ الحلاج ؟
نعم
أنا يا أستاذ مابعرفك ولا انت بتعرفني بس في ناس ادوني تلفونك وقالو لي اتصلي علي الزول ده وهو بحل ليك مشكلتك ، وأنا في الحقيقة عندي ولدي عيان وعمليته بتكلف الف جنيه وانا زوجي متوفي ومعاي أطفال وماعندي منها ولاجنيه وكانت الألف جنيه وقتها مبلغاً كبيراً
فسألها الحلاج انتي ساكنه وين فقالت ليه في الخرطوم
قال ليها خلاص اقفلي الخط واتصل علي عبدالقادر سالم
يأستاذ انت وين ؟ قال ليه انا في بيتي في أمدرمان
والحلاج بطريقته الآمره المحبة يقول ليه
شوف هسسسه ده لو في إيدك كباية شاي تختها وتمشي للمره دي ( وأداهو العنوان ) وتديها الف جنيه حقت عمليه ولده
وبعد ساعة من الزمن أو يزيد يرن تلفون الحلاج مرةً أخري وعبدالقادر سالم يقول ليه
يا أستاذ أنا وصلت بيت المره دي وهسه بدق في الباب ، وبعد لحظات يُفتح الباب وبعد السلام والمطايبة والأوت اسبيكر المفتوح يقول ليها الدكتور:
أنا مرسلني ليك الحلاج وقال يدوكِ الألفين جنية دي !!! واختلطت الأصوات هنا وهناك بالدموع والدعوات وصوت بكاء المرأة يطغي علي الجميع يا الله ياود شامية يا الله
فوداعاً وأنت ترحل بكل هذا النبل وهذا الوفاء بعد أن أرسيت زوارق مردومنا في شواطئ بلاد الفرنجه وعرّفتهم بأن أُغنيتنا الكردفانية تُفرز مع عرق الرجال في حلبات النفير وتُشخب مع الحليب من الضروع وهي الجرتق خرزه وعلي تاج العريس ضريرة وودعةٌ في جدائل بدوية.. نعم قدمتها نشقةٌ وسرحه .. تردةٌ ومرعي .. وسربةٌ في ليلةٍ مُقمره وغنيتها لوحه علي جدار شبرية ألوانها مشاعرٌ تزركش القرمصيص ومزاجها عسل العقيق وأجراس الكانتل وسيوف الفزعة ومشوارٌ علي ظهر هجين ، إيقاعتها تطلعٌ ورجاء ومقاطها صبرٌ وطيبة حتي إذا مالعلع البرق وزمزم الرعد وتلون الافق بلون الهرع وشعت علي البعد خيوط الشخاتير وتفاعل الجمع في رحم الإبداع كانت هناك أغنية جميلة لفنان جميل إسمه عبدالقادر سالم
نواصل بإذن الله
ناصر قاسم عثمان بريمة

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

10 + 12 =